• تاريخ النشر : 27/07/2016
  • 239
مصدر الفتوى :
فتاوى المسجد الحرام - رمضان 1435
السؤال :

يقول السائل : ما هي أنواع الذنوب؟

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
الذنوب منها كبائر ومنها صغائر، قال تعالى:{رَبَّنَا اغْفِرْلَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}([1])، قال تعالى:{إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَاتُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا}([2]). والبعض يفرق يقول الذنوب هي الكبائر، والسيئات هي الصغائر، قال تعالى:{رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [آلعمران : 147] ، فقالوا، وهذا لعله سبق أيضاً من كلام ابن القيم([3])، أشار إليه، وأنه إذا قرنت الذنوب مع السيئات، فالذنوب تكون كبائر، والسيئات هي الصغائر، وإذا افترقت الذنوب والسيئات، دخل في الذنوب السيئات، ودخل في السيئات الذنوب، يعني إذا اجتمعا افترقا، وإذا افترقا اجتمعا، {لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ}(1)، يعني أنه يكفر  عنهم الذنب مهما كان عظيماً. وقال عليه الصلاة والسلام : "اجتَنبوا السَّبعَ الموبقاتِ، قالوا: يارسولَ اللهِ: وماهنَّ؟قال: الشِّركُ باللهِ،والسِّحرُ،وقتلُ النَّفسِ الَّتي حرَّم اللهُ إلَّا بالحقِّ،وأكلُ الرِّبا،وأكلُ مالِ اليتيمِ،والتَّولِّي يومَ الزَّحفِ،وقذفُ المحصَناتِ المؤمناتِ الغافلاتِ"(1). فالذنوب منها موبقات وهي المهلكات، الكبائر بأنواعها، ومنها ما يقرب من الكبائر، ومنها ما يقرب من الصغائر، ومنها ما هو صغائر، ومنها ما هو مختلف فيه: هل هو من الكبائر أو من الصغائر، بحسب الأخبار، فالذنب قد يكون متوعدًا عليه، أو مختومًا بوعيد، أو فيه نفي للإيمان، أو وعيد بالنار، ونحو ذلك، فهذا من الكبائر، كما قال كثير من أهل العلم، ومن لم يكن كذلك، فيختلف بحسب الأخبار الوارة في هذا الباب.



[1]سورة آل عمران، الآية: 147 [2]سورة النساء، الآية: 31 [3]مدارج السالكين (1/ 311). 1سورة الزمر، الآية: 35 1أخرجه البخاري (رقم 2766) و مسلم (رقم 89).


التعليقات