يقول السائل : هل هناك فرق بين من يبحث عن الذنب ويقصد إليه وبين كون الذنب عارض ؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
لاشك أن هناك فرق ، فحينما ينظر إنسان نظرة محرمة إلى امرأة لا تحل له ، ويمد البصر إليها مرة ثانية ، فهذا محرم لا يجوز، لكن حينما يذهب إلى تلك المرأة فيواعدها فهذا أعظم ، لأنه في الحقيقة قصد المعصية مصر عليها ، لأن من يقصد إلى المعصية ويذهب إليها هو في الحقيقة عاص في قصده ، عاص في مشيه ، أما حينما يكون الإنسان غير قاصد ؛ ربما ذاهب للصلاة ، ذاهب إلى زيارة أخيه ، ذاهب ربما لصلة الرحم ، فعرض له معصية في طريقه لم يكن قاصد ، لكن ضعفت نفسه فنظر نظرة محرمة ، أو تكلم بكلام حرام . فهو آثم ، لكن قصده ومشيه لله لأنه ماشي بزيارة أخيه أو صلة الرحم أو صلاة لكن دعته المعصية ، أما حين يذهب إلى المعصية في نفسه حرام ، وقصده حرام ونيتة هذه في المعصية حرام ، فهي عدة محرمات اجتمعت، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام في حديث جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ قَالَ:سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَظْرَةِ الْفَجْأَةِ ، فَقَالَ : " اصْرِفْ بَصَرَكَ "رواه أحمد (1)، وحديث علي عند الترمذي قال صلى الله عليه وسلم لعلي: لا تتبع النظرة النظرة، فإنما لك الأولى، وليست لك الثانية رواه أبو داود (2).وعلى ذلك فالأولى ليست عليك لأنها عملت بدون قصد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه مسلم رقم (2121)،
(2) أخرجه أبو داود رقم (2149)، والترمذي (2777) وأحمد (22464) وقَالَ أَبُو عِيسَى الترمذي : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ.