• تاريخ النشر : 01/06/2016
  • 1150
مصدر الفتوى :
اللقاء المفتوح
السؤال :

يقول السائل :أجلس مع أناس يتكلمون في فلان وفلان يعني غيبة ونميمة ونحو ذلك، وهم زملاء لي في العمل فكيف يكون التعامل معهم؟

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ; إذا جلست مع زملائك فليكن مجلسكم مجلس خير بالأحاديث المباحة الطيبة، الأحاديث واسعة ولم تضق بالأمور التي يحصل بها البغضاء والعداوة والتعرض لأعراض الناس، وهذا لا يجوز، فإن كنت تجلس معهم لأجل أن تناصحهم بالكلمة الطيبة وترى أن جلوسك فيه مصلحة، وأنك لو تركت هذا المجلس قد يزدادون فيما هم فيه من الغيبة والنميمة وما أشبه ذلك، فجلوسك فيه خير لأنه يدفع شرًّا، وأنت تجتهد في الرد عن إخوانك والدفع عنهم، «من رد عن عرض أخيه كف الله عنه وعن وجهه النار يوم القيامة»(1) كما ثبت في الحديث للترمذي وغيره، والغيبة محرمة، وكثير من أهل العلم عدها من الكبائر، وإن كنت تجلس معهم ولا تدفع عن عرض أخيك، ولا تناصحهم، مجرد مؤانسة لأنهم أصحابك ولا تريد أن تفارقهم وأنت تقرهم على هذا المنكر فلا يجوز لك الجلوس. {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}(2) بل الواجب هو النصيحة والبيان لهؤلاء، لأنك بسكوتك تنصرهم فيما هم فيه من الظلم، والنبي صلوات عليه يقول «أنصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا»(3) المظلوم تدفع عنه الظلم، والظالم تدفعه عن ظلم نفسه، والمعاصي كلها ظلم، وأنت حينما تبين ذلك وتقول: أنا ناصح لكم، ومشفق عليكم، والمؤمن مرآة أخيه المؤمن(4) تجتهد بالكلمة الطيبة لعل الله سبحانه وتعالى أن يهديهم، ومن أخلص النية لله عز وجل في عمله أعانه الله سبحانه وتعالى، ورضي عنه وأرضى عنه الناس ولو سخطوا، ولا تقول يسخطون أو يغضبون، لا  أخلص النية اجتهد في النصيحة بالكلمة الطيبة واختر الأسلوب المناسب والوقت المناسب فإنه يعود ذامهم حامدًا لك، راضيًا بفعلك، مثنيًا عليك، شاكرًا لك مثل هذا الفعل. ولهذا؛ قالت عائشة رضي الله عنها: «من التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس»(5) جاء مرفوعًا وموقوفًا لكن موقوف أثبت، فمن اجتهد في ذلك وطلب رضاه سبحانه وتعالى فإنه يقبل بالقلوب إليه، ثم هم بعد ذلك يندمون على ما كانوا عليه لأنه هذا يوغل الصدور، فاجتهد في ذلك فإن استجابوا فالحمد لله، وإلا. فدعهم وأعرض عنهم، ولعل هذا يكون سببًا لارتداعهم عن ما هم فيه من المنكر.



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) أخرجه الترمذي، أبواب البر والصلة، باب: ما جاء في الذب عن عرض المسلم: رقم (1931). وأحمد في مسنده:( 6/449 )، وانظر صحيح الجامع رقم: (6262 ). (2) سورة الأنعام: الآية 68. (3) أخرجه البخاري (2444). (4) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " الْمُؤْمِنُ مَرْآةُ أَخِيهِ ، وَالْمُؤْمِنُ أَخُو الْمُؤْمِنِ ، يَكُفُّ عَلَيْهِ ضَيْعَتَهُ ، وَيَحُوطُهُ مِنْ وَرَائِهِ " .أخرجه أبو داود (4918)، والبخاري في الأدب المفرد (239). (5) أخرجه الترمذي (2414)، وابن حبان في صحيحه (276). وصححه الألباني في صحيح الترغيب.


التعليقات