• تاريخ النشر : 31/07/2016
  • 323
مصدر الفتوى :
فتاوى المسجد الحرام - رمضان 1435
السؤال :

يقول السائل : أيهما أفضل الاعتكاف أم طلب العلم؟

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; هذه المسألة وقع فيها خلاف بين أهل العلم، منهم من قال: يجمع بين الأمرين، ومنهم من قال: أفضل الاعتكاف مع قرءاة القرآن والإكثار من الذكر، ومن أهل العلم من قال: إن طلب العلم أولى ، وهذا قاله أبو الخطاب وعليه جمع من أهل العلم، خاصة إذا كان المعتكف محتاج وكان هنالك مسألة يحتاجها، فالذي رجحه كثير من أهل العلم والذي جرى عليه أهل العلم في كثير من جهات البلاد وفي كثير من الأماكن هو نشر دروس العلم في رمضان وفي غير رمضان وفي أيام العشر، خاصة إذا كان كثير من المعتكفين ربما أنه حتى في اعتكافه قد يمضي عليه زمن ومدة في الحديث ومن هنا ومن هنا، لو قدرها قد تكون أكثر من جلوسه في حلقات العلم، وخاصة إذا كانت هنا حلقة علم في وقت ليس فيه صلاة، فإن رأى مثلاً أن إقباله على الاعتكاف والذكر وقراءة القرآن آنس له وأطيب لقلبه وألذ له فلا بأس، وهو أولى في حقه، وإن رأى أن هذا لا يمتنع لأن الوقت عنده كثير ولا يمكن أن يستغرق الوقت كله في العبادة، خاصة نرى كثيراً من المعتكفين ربما يسأل أحياناً: هل لي أن أترك صلاة آخر الليل وأطوف؟ هل لي كذا؟، فيقول أنه ربما يشق عليه هذا دون هذا، فيوازن، والإنسان قد لا يمكن أن يواصل أنواع العبادات في جميع يومه، وليله ونهاره، فينظر، وهذا مبني على المصلحة، والنبي صلى الله عليه وسلم كان يحدث أصحابه وذكر لهم ليلة القدر(1)، وغير ذلك من مسائل العلم عليه الصلاة والسلام.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1)أخرج البخاري عن عُبَادَة بْنُ الصَّامِتِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ خَرَجَ يُخْبِرُ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ فَتَلاحَى رَجُلانِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ ، فَقَالَ : "إِنِّي خَرَجْتُ لأُخْبِرَكُمْ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ ، وَإِنَّهُ تَلاحَى فُلانٌ وَفُلانٌ فَرُفِعَتْ ، وَعَسَى أَنْ يَكُونَ خَيْرًا لَكُمْ ، الْتَمِسُوهَا فِي السَّبْعِ وَالتِّسْعِ وَالْخَمْسِ " أخرجه البخاري (2023)،


التعليقات