أنا من سكان مدينة الدمام ولي جار من الرافضة، ويقابلني عند مدخل العمارة ويبادرني بقول السلام فما هو الواجب علي، هل أرد السلام أم أدعه؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ;
إذا كان هذا رافضيًا على طريقة الرافضة المعروفة الآن هذا لا شك أنه على بدعة عظيمة وكثير منهم على الكفر والضلال، فإن كان يدعي الإسلام فهو مرتد-والعياذ بالله- ردة من أعظم الردة، ثم نقول: إن أمثال هؤلاء تختلف معاملتهم؛ فإن كان إنسان له قريب أو جار يخشى شره وضرره وأنه لو هجره ترتب على ذلك ضرر عليه ولا يمكن هجره، فيعامله معاملة أمثاله مثل ما تقدم أنه عليه الصلاة والسلام كان المنافقون يحضرون مجلسه ، وربما تكلم أحدهم فكان عليه الصلاة والسلام يداريهم للمصلحة الشرعية التي ذكرها أهل العلم وبينوها، كذلك إذا كنت ترى أن في مداراته مصلحة وربما في هجره يترتب ضرر وفساد فلا مانع من أن ترد عليه السلام، أما إذا كان لا ضرر في ذلك وربما هجره يترتب عليه مصلحة شرعية فلا تسلم عليه ولا ترد عليه السلام على القاعدة في باب الهجر والوصل.
فهذه القاعدة تجرى مع كل من يهجر، فإنها أيضًا تجرى في باب السلم والحرب، فأصل الهجر والوصل مثل باب السلم والحرب مع الكفار تارة يحاربهم وتارة نسالمهم، وتارة يكون بيننا وبينهم عهد وأمان، المقصود: يختلف الحال، كذلك أيضًا من يبتلى بجار أو قريب ينزل هذه المنزلة وإذا أشكل عليه الأمر ولم يتبين له ينظر ما هو الأصلح لأن القاعدة في هذا هو أن درء المفاسد الغالبة مقدم على جلب المصالح،(1) نعم..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الموافقات في أصول الفقه للشاطبي (5/142)، حاشية العطار على شرح جلال المحلي على جمع الجوامع(3/207)، شرح القواعد الفقهية للزرقا (1/93).