مصدر الفتوى :
اللقاء المفتوح
السؤال :

أريد أن  أطلب العلم، وأريد أن أعمل لله ولكنني متكاسلٌ جدًا في العبادة، فما السبيل إلى النشاط في العبادة، وفي طلبي العلم.

الإجابة

 الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ;     السبيل الاستعانة بالله، { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }(1). استعن بالله، عليك أن تجتهد، وأن تستعين به سبحانه وتعالى، وأن تقول كما في الحديث الصحيح «اللهم اعزم لي على أرشد أمري»(2). والإنسان حينما يسلك طريقًا من طرق الخير، فإنه إذا بدأ الطريق بداية الخير هو معرفة الطريق، ثم السير عليه هو العزم، أي حينما تعرف طريق الخير ولا تسير عليه، لم تستفد شيء، بل قد يكون ضرر، ويكون حجة عليك، ولهذا قال: «اللهم اعزم لي على أرشد أمري». فهي أولا العلم، ثم العمل بالعلم، ثم سؤال الله سبحانه وتعالى الإعانة على إتمام هذا الأمر، فاسأل ربك واجتهد، وسله في الأوقات الخاصة، أوقات الإجابة، ومع الجد في طلب العلم، واللجوء إليه سبحانه وتعالى، ومصاحبة أهل العلم، وحضور حلق العلم، هذه من أعظم الأسباب، ولو حصل في أول الأمر منك ضعفٌ في البداية، فهذا ربما يحصل لغيرك، لكن إياك أن تحمل نفسك شيئًا لا تطيقه، أو تثقل نفسك بأمرٍ يشق عليك، لأن هذه الأمور على الإنسان أن يبدأها بالأمر الهين الذي يضعفه، وهذا مثل الإنسان الذي يريد مثلًا أن يدخل في عملٍ من الأعمال، فإن شد على بدنه، ربما أتلف بدنه، كذلك الروح لو أنك حملتها ما لا تحمل لتضررت، مثل لو حملت على بدنك شيئًا لا تطيقه، فإنك قد تتلف بدنك، ولو دربت نفسك أن تحمل شيئًا خفيفًا، ثم شيئًا أثقل، ثم شيئًا أثقل، فإنك تحمل في النهاية ما لا تحمل  يداك كذلك أيضا طلب العلم.



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) سورة الفاتحة الآية رقم (5). (2) حديث : "اللَّهُمَّ قِنِي شَرَّ نَفْسِي، وَاعْزِمْ لِي عَلَى أَرْشَدِ أَمْرِي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا أَسْرَرْتُ، وَمَا أَعْلَنْتُ، وَمَا أَخْطَأْتُ، وَمَا عَمَدْتُ، وَمَا عَلِمْتُ، وَمَا جَهِلْتُ" أخرجه النسائي في الكبرى، برقم( 10830)، وأحمد في المسند برقم (19992 ) والحاكم في المستدرك( 1/510 ) وصححه، ووافقه الذهبي، وهو في صحيح ابن حبان، (3/ 181) وقال الحافظ في الإصابة: إسناده صحيح، وصححه الألباني في تخريج رياض الصالحين في تعليقه على الحديث رقم (1495).


التعليقات