https://ia601505.us.archive.org/25/items/zamil_R5/r5817.mp3
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; الأصل لا يجوز تقديم الطعام للكافر في نهار رمضان، هذا هو الأصل، ولكن قد يستثنى والله أعلم من هذا الأحوال الخاصة، الحال العام وهو كونه يطعم الكفار في المطاعم في الشركات هذا شيء، وكونه مثلاً يقدم النفقة لو كانت أمه نصرانية أو زوجته نصرانية فقد يقال هذا مما يبتلى به الإنسان، وإذا جاز نكاح النصرانية وإطعامها ونفقتها واجبة وكذلك بر الأم واجب فقد يقال يغتفر مثل هذا، مع أنه مع هؤلاء يكونون معه فهو يجمع بين الأمرين بين الرفق بهم والإحسان إليهم فيما يعتقدون أنه إحسان، والإحسان إليهم بدعوتهم، وعلى هذا إذا رأى الأمر دار بين مفسدة تقديم الطعام وهي كافرة وبين مفسدة أنها تغضب عليه أو أن يحدث بينه وبين زوجته شحناء، فنغلب دفع المفسدة هذه ويكون يعمله وهو يعلم أنه منكر، لكن لأنه من باب الضرورة، وفي الحقيقة هو مضطر إلى هذا والأمر دار بين هذه المفسدة وهذه المفسدة، فيدفع المفسدة الكبرى وإن كان منكراً كما تقدم، ربما يخرج على هذا الوجه ويكون هذا في الأحوال الخاصة في معاملة الرجل لوالدته أو لزوجته، وربما يجري هذا لبعض قرابته ممن يحسن إليه، مثلاً قد يكون إنسان له قرابة ويريد أن يحسن إليهم فيقدم لهم شيئاً من الطعام، وقد يكون في نهار رمضان، من باب التأليف والإحسان إليهم، وربما يؤخذ من أن للكفار الذين يتألفون والمؤلفة قلوبهم أن لهم حق وربما يأخذون هذا المال وقد يترتب عليه ضرر على المسلمين، لكن لأن المصلحة المترتبة والمفسدة المدفوعة أعلى مع أنهم يأخذون هذا المال ويعطون إياه ويعصون الله به، يأكلونه ويشربونه ويعصون الله به ومع ذلك لم ينظر لهذه المفسدة في جنب ما يترتب عليه من مصالح ودرء المفاسد، فأقول إن من هذه المسائل خاصة الرجل مع أهله، زوجته، أو والدته ربما يستثنى لما تقدم.