• تاريخ النشر : 04/01/2017
  • 230
مصدر الفتوى :
فتاوى المسجد الحرام - رمضان 1436
السؤال :

يقول السائل : أدرس في كلية فيها اختلاط وتبرج هل هذا يجوز وماذا يجب علي فعله؟

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; الدراسة في أماكن مختلطة لا تجوز والاختلاط ضرره عظيم وشره كبير ومعلوم أن وجود الرجال والنساء في مكان له شروط، الله عز وجل يقول: { قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا } [النور:30 و31] الآية يعني لابد من شروط، ولهذا إذا صلى النساء في المسجد، لا بأس أن يصلي النساء في المسجد في مكان واحد مع الرجال و هذا في الحقيقة ليس  اختلاط، هو اجتماع في مكان، الاختلاط هو امتزاج وهذا ليس فيه إنما حينما يكون في مكان واحد النساء في مكان والرجال في مكان. فليس  اختلاط، وكذلك في المدارس إذا كان الطالبات في مكان والطلاب في مكان منفصل ومنعزل مع الحشمة والعفة وغض البصر هذا لا بأس به، أما يكون مثلاً فصل واحد ومكان واحد، هل أحد يأمن الذئب على الغنم، إن كنت تأمن الذئب على الغنم فعليك أن تأمن محارمك على الرجال ، كما قال القحطاني في نونيته: إن الرجال الناظرين إلى النسا          مثل الكلاب تضر باللحمان. إن لم تصن تلك اللحوم أسودها       أخذت بلا عوض ولا أثمان. هل يعقل من جهة العادة والعرف أن يجتمع طالبات وطلاب شباب في سن الشباب في عز الشباب والبنت كاشفة عن وجهها وربما عن بعض زينتها والشاب في هذا المكان هل يمكن أن يصرف بصره عنها هذا لا يمكن أبدًا، النبي عليه الصلاة والسلام يقول: "اصرف بصرك،(1) وقال صلوات الله عليه: " لَا تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ؛ فَإِنَّمَا لَكَ الْأُولَى وَلَيْسَتْ لَكَ الْآخِرَةُ " (2) أنت تقصد إلى هذا المكان وهي تقصد المكان. ولهذا النظرات الخاطفة التي تقع تكون مقصودة أنت قصدت إليها وهي قصدت هذا لو فرض أن فيه نوع من الحشمة لا تكن مبديةً إلا وجهها، لكن كما هو الواقع في الغالب الفتاة لا تكن إلا متزينة هذا هو الواقع خاصة لدراستها مع أن هذا خلاف هدي النبي عليه الصلاة والسلام، لا يجوز لها أن تتطيب إلا إذا كانت تتطيب تخرج مع نساء وتذهب إلى نساء ولا أحد يجد ريحها هذا لا بأس به، فالحذر الحذر يا إخواني.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1)عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَظْرَةِ الْفَجْأَةِ،  فَأَمَرَنِي فَقَالَ: " اصْرِفْ بَصَرَكَ ". أخرجه مسلم (2159) ، والترمذي (2776) وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. (2) عَنْ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ؛ فَإِنَّمَا لَكَ الْأُولَى وَلَيْسَتْ لَكَ الْآخِرَةُ ".أخرجه أبو داود (2149) والترمذي (2982) وهو في "مسند أحمد" (22974).


التعليقات