يقول السائل : في أكثر من مرة أفقد مال، كنت أضعه في رفٍ لي، وكذلك عائلتي يفقدون المال، فأغلب الظن هم عمار البيوت هم أصحاب الفعلة، فكيف أأمنْ مالي؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
تؤمن مالك بأن تأمل الأمانة، {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} [الأنعام:82] الآمن المطلق في الدنيا والآخرة، من عمل بدينه وعمل بهذه الأمانة، فإنه سببٌ للسلامة من شر الشياطين وخاصه شياطين الجن، سبق أخبار في هذا. فعليك أن تجتهد بطردهم بالذكر، ولا شك أن الشياطين لهم اعتداء، ويسرقون تقدم أن ذاك الرجل الذي تمثل في صورة رجل سرق من الطعام (زكاة الفطر)، لما كان هو حافظًا لها، وكذلك في قصة أبي أيوب(1)، وقصة أبي بن كعب عند النسائي وقصة أبي أيوب عند الترمذي أيضًا(2)، كذلك مثل ما وقع لأبي هريرة(3)، فكان له جرين أو جرن وكان يتعهده وجده ينقص، فجعل يختم فوجد دآبة أهدب كلها شعر فأمسكها إلى آخر القصة. هذا يقع أن ربما يكون في البيت يأكل من الطعام قد يسرقون، وهذا واقع في قصص كثيرة. إنما سبيل الحماية والسلامة هو الله -سبحانه وتعالى-، قراءة القرآن، قراءة الفاتحة، المعوذات، قراءة البقرة في البيت، ولا تقل قرأت وقرأت ولم يذهبوا. هذا هو أعظم أسباب بقائهم، الأنسان ما يقول: بعضهم يقول: فعلت وفعلت وهو يفعل ينتظر، أقرأ القرآن عبادة، لا تنتظر أقرأ القرآن عبادة، أرقي نفسك وأولادك، أقرأ المعوذات، أقرأ آية الكرسي، واستمر مثل ما تصلي، مثل ما تصوم،مثل ما تزكي وتحج كذلك لا تقرأ على أنك تأخذ العوض إنما علق قلبك بالله (به)، ولا تقرأ وتلتفت هل الدراهم بقيت على حالها أو نحو ذلك؟ علق قلبك بالله، ومع الاستمرار بإذن الله هو من أعظم ذهابهم وكف كيدهم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)عن أبي بن كعب - رضي الله عنه – أنه (كان له جرن فيه تمر وأنه كان يتعاهده ، فوجده ينقص ، فإذا هو بدابة شبه الغلام المحتلم ، فقلت له أجني أم إنسي ؟ قال بل جني ، وفيه أنه قال له : بلغنا أنك تحب الصدقة وأحببنا أن نصيب من طعامك ، قال فما الذي يجيرنا منكم ؟ قال هذه الآية آية الكرسي ، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : صدق الخبيث ).
أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " ( 1 / 27 ) ، وابن حبان في صحيحه رقم ( 784 ) ، والنسائي في السنن الكبرى( 6 / 239 ) وفي عمل اليوم والليلة ( 228 ) رقم ( 10797 ) ، والحاكم في المستدرك (1 / 561 - 562 )، والحديث حسن ، قال الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 118 )، رجاله ثقات ، وقال المنذري في " الترغيب والترهيب " ( 1 / 322 )،
أخرجه النسائي والطبراني بإسناد جيد ، وقال الحاكم هذا حديث صحيح الاسناد ، ولم يخرجاه ، ووافقه الذهبي في " التلخيص " وصححه ابن حبان أيضا 0 وهو في صحيح الترغيب والترهيب للشيخ الألباني ( برقم 658 ).
(2) عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه :أنه كانت له سهوة فيها تمر ، فكانت تجيء الغول فتأخذ منه ، فشكى ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال: " اذهب فإذا رأيتها فقل : بسم الله ، أجيبي رسول الله " فأخذها ، فحلفت ألا تعود ، فأرسلها ، فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " ما فعل أسيرك ؟ " قال : حلفت ألا تعود قال : كذبت ، وهي معاودة للكذب، فأخذها فقال : ما أنا بتاركك حتى أذهب بك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : إني ذاكرة لك شيئا : آية الكرسي اقرأها في بيتك فلا يقربك شيطان ولا غيره. فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " ما فعل أسيرك ؟ " فأخبر بما قالت قال " صدقتك وهي كذوب" . أخرجه الإمام أحمد في مسنده – 5 / 425 ، والبخاري في " التاريخ الكبير (1 / 28) ، والترمذي في سننه كتاب فضائل القرآن رقم ( 3052 ) ، وابن أبي شيبة في " المصنف " (10 / 397 – 398 )، والطحاوي في " مشكل الآثار (1 / 341) ، والحاكم في المستدرك (3 / 459)، والطبراني في " المعجم الكبير " ( 4 / 162 ) ، أنظر صحيح الترمذي (2309) فتح الباري ( 4 / 489 (.
(3) أخرجه البخاري(2311).