الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ;  دخول الرجال على النساء هذا أمرٌ منكر، هذا لا يخفى، ولا يجوز، وخاصة على هذا الوصف حينما يكون هناك زواج، ومعلوم أن النساء يكن في هذه المناسبات في كامل زينتهن، يعني غير متحجبات، وكذلك يكون الرجل في كامل زينته، خاصًة الزوج، وهذا من أعظم الفتنة بين الرجال والنساء، وهذا يحصل به أيضا نوع اختلاط على هذا الوجه، في اجتماع النساء، ويحصل من الأمور والتسامح في مثل هذا، ما هو معهود ومشهور، وربما يحصل تصوير للنساء، ويحصل مفاسد كثيرة، وكم حصل من المآسي بسبب التفريط، وعدم العناية بهذا الأمر، وعلى هذه الصفة لا تجوز، لما فيها من المنكرات. وأيضا بعض أحوال الدخول، دخول الرجل، وتشريع المرأة بين النساء، فيه بعض الصفات، وبعض الأحوال التي فيها تشبه بالغير، لما يحمل من أمورٍ منكرة، فهذا الواجب على المسلم والمسلمة أن يحذرا من هذا الشيء، ثم إذا علم أن هذا الزواج على هذه الصفة، فالمسلم والمسلمة خاصة فيمن يحضر هذا المكان، معذور في عدم الحضور، وعدم الإجابة لهذه الدعوة، إلا إذا كان حضوره يكون فيه مصلحه من جهة البيان والإنكار، أو كان حضوره في مكانٍ لا يظهر فيه المنكر، لا بصوتٍ، ولا بمشاهدة، ثم إذا علم شيئًا من ذلك بين هذا المنكر، وحذر منه لمن وقع فيه.