هذا سأل يسأل عن امرأة مطلقة، ولها أطفال وهددها زوجها إذا هي طلبت النفقة أن يأخذ أطفالها ويحرمها منهم، هل الإنفاق عليها، ورعاية أطفالها مثل القيام على الأرملة؟.
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ;
هذا في الحقيقة ليس إساءة للزوجة، أو التي كانت زوجته، إساءة إلى نفسه، إساءة إلى ولده، ثم إساءة إلى أم أولاده، وهذا لا يجوز، يتخذ مضارة أولادة سببًا لمضارة زوجته، أو التي كانت زوجته، حتى لا تطلب النفقة لأولادها، هذه النفقة تجب عليه، ولا يلزمها أن تطلبها، هو يجب عليه ذلك، ولو لم تطلب، ولهذا تفرض عليه، وترفع أمرها إلى الحاكم، وهذه مضارة، وظلم، وتعدي، لكن إن وقع هذا، فهذه المرأة على هذه الحال التي ظلمها زوجها تستحق الزكاة، بل تستحق الزكاة من عدة وجوه، خاصة إذا كان لها أطفال، أولاد صغار، والدهم لا ينفق عليهم، ويضارها بهذا، وإذا أنفق عليها أحد، فيحصل له الأجر، لا شك كما قال في السؤال أرمله، فالأرملة مثل ما جاء في الصحيحين عن أبي هريرة «الساعي على المسكين والأرملة، كالصائم لا يفطر، والقائم لا يفتر»(1). والأرملة المراد بها كل امرأة ليست لها زوج، سواءٌ كانت لم تتزوج أصلًا، أو كانت متزوجًة ففارقها زوجها إما بطلاق أو موت، تسمى أرملة، والأرمل هو الرجل الذي لصق بالرمل أو بالتراب، أي أنه لا شيء له، ليس عنده مال، فلصق بالأرض، بالرمل ونحو ذلك، ويسمى أرمل هو من هذا الوجه، ثم في الحقيقة هناك وجهٌ آخر، أنها نفقه على هؤلاء الأطفال، وهؤلاء في الحقيقة قد يكونون من جهة المعنى أشد من الأيتام وإن كانوا ليسوا أيتامًا، لكنهم من جهة المعنى أشد من الأيتام، لأنهم محرومون من النفقة مع الظلم، وذلك أن اليتيم الناس يعطفون عليه، ويجتهدون في إعانته، لكن هذا حين يعلم الناس أن أباهم موجود قد يحجم الناس عنهم من هذا الوجه، فمن تبينت له حالهم، فأنفق عليهم فيرجى له الأجر العظيم، في النفقة عليهم، ومؤانستهم، والإحسان إليهم، وثبت في الحديث الصحيح أنه عليه الصلاة والسلام قال: «من عال جارية حتى تبلغ، كنت أنا وهو كهاتين في الجنة»(2). في صحيح مسلم، وهو حديث عن أبي هريرة، وكذلك حديث سهل بن سعد الساعدي في البخاري معناه،(3)
وقال: عليه الصلاة والسلام: «وأشار بالسبابة والوسطى»(4) ، فالأجر الذي يكون لأيتام، جنسه ونوعه يرجى أن يكون في مثل هؤلاء.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه البخاري: (5038) و مسلم : ( 2982 )من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(2) أخرجه مسلم فى البر والصلة والأداب (2631).
(3) عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .(أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما شيئاً) أخرجه البخاري: (5304).
(4) عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من عال جاريتين حتى تبلغا كنت أنا وهو كهاتين" وأشار بالسبابة والوسطى ).أخرجه الترمذي (1914) وقال: حديث حسن غريب، وأبو داود(5150)