نحن من سوريا لديَّ ابنة عمرها، واحد وعشرون عاماً تقدم لها خاطب يشترط كشف وجه زوجته أمام إخوته الذكور، والجلوس معهم، والأكل معهم في شقة واحدة بوجود والده، ووالدته، وإخوة الزوج، علماً أن ذلك سيكون أيام الأجازات فقط عندما يسافر إلى أهله، هل يجوز شرعاً تزويج هذا الشخص على هذه الشروط ؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ;
لا يجوز للمسلم أن يشترط على أهل المرأة هذا الشيء؛ لأن هذا الشرط لا يجوز، حتى لو قيل بقول من جوَّز كشف الوجه فإن مثل هذا كيف يشترط عليهم أو يشترط عليها أن تتكشف، وأن تجلس مع إخوانه، وهؤلاء أجانب عنها هذا أمر زائد عن مسألة كشف الوجه؛ لأنه يقول أنه يشترط عليها، وعلى أهلها أن تجلس معهم، وأن تأكل معهم الطعام، وأشبه ذلك هذه أمور يترتب عليها مفاسد عظيمة خاصة أثناء الجلوس على الطعام ، والحديث ويجري ما يجري من الكلام، والضحك، والنظر بعضهم لبعض، وكم من نظرة أورثت ضرراً، وشرراً، وفساداً عظيماً خاصة بين الأقارب ، والنبي عليه الصلاة والسلام قالَ رجلٌ منَ الأنصارِ : يا رسولَ اللهِ ، أفرأيتَ الْحَمُو ؟ قالَ : " الْحَمُو الموتُ "[1]. وهذا أمر لا يجوز إقراره على من طلب هذا الشيء، والحمد لله، والأمر ليس متوقفاً على هذا الرجل، والمرأة إذا تركت أمراً لله- عز وجل - عوضها الله خير منه، خاصة إنها امرأة ولله الحمد ملتزمة بدينها، وبعاداتها، وحجابها؛ والمرأة مع ضعفها خاصة مع زوجها، وحينما تكون بينه وبين إخوانه، ووالديه، وعندهم شيء من التوسع، والسفور، والتبرج، قد يؤدي بها إلى أمور خطيرة في تضييع دينها، فأقول : الواجب مناصحته، ويبين له أن من أرضى الله بسخط الناس رضي الله عنه، وأرضى عنه الناس، وأنه إذا ذهب بزوجته، وكانت متحجبة فإنه سبب لإكرامها، واحترامها. وأيضاً تنشر بينهم هذه السُنَّة العظيمة التي فيها من الخير العظيم، فهذا هو الواجب، وأقول يعرض عليه الأمر، ويبين له الأمر، وأنها لن توافق على هذا الشيء لأن فيه سخط الله - عز، وجل - فلعله يكون سبب لاقتناعه بهذا الأمر، والله - عز، وجل - ييسر، ويدبر لكِ ما هو خير ، إن شاء الله . نعم.