• تاريخ النشر : 24/05/2016
  • 214
مصدر الفتوى :
اللقاء المفتوح
السؤال :

ما حكم كلام المخطوبين مع العلم أن الخاطب مسافر ويكلم مخطوبته في بلد آخر ، أحسن الله إليكم.

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ; إذا خطب الرجل المرأة فإن الخطبة لا تجيز له أن يعاملها معاملة الزوجة ، ولا أن تعامله معاملة الزوج، فهي لا زالت أجنبية منه وهو لا زال أجنبي منها، فعلى هذا لا يجوز الخلوة بها إلا في حدود مصلحة الزواج أو الحاجة المعتادة التي يكلم الرجل فيها المرأة بما لا ريبة فيه، وخاصة بين الخاطب وخطيبته؛ لأنه في الغالب يزول ما بينهما من الحشمة وما بينهم من الحياء من جهة أنه خطبها ومن جهة أنها أيضاً خطيبته، ربما لا يستغرب أيضاً حتى عند من يكون عندهم تشديد في هذا، لا يكون فيه تلك الحشمة  لأنها خطيبته ولأنه خطبها، فلهذا لا يجوز إلا في حدود المصلحة والحاجة، قال سبحانه : ( فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ )[1] ، ولا شك أن الرجل مع المرأة إذا كانت خطيبته يحصل فيه لين، وربما يحصل بعض الكلمات التي تثير الشهوة، فإذا كان يتكلم معها في حدود المصلحة، ويسألها عن أمور يريد أن يقدمها بين يدي زواجه، وكذلك هي تريد أن تسأله هذا لا بأس به، مثلما أنه يجوز أن يراها بل يشرع أن يراها وأن تراه لأجل أن يكون سبباً في أن يؤدم بينهما[2]  هذا كله ثبت في السنة عن النبي - عليه الصلاة والسلام - وإلا فما زاد على ذلك فإنه لا يجوز كما تقدم إلا لحاجة أو مصلحة تتعلق بالزواج .


[1] [الأحزاب/32] ([2] ) أخرجه الترمذي رقم (1087) ، والنسائي 6 / 69 و 70 ، وصححه ابن حبان رقم (1236).


التعليقات