مصدر الفتوى :
اللقاء (04)
السؤال :

ما حكم كلام البنات مع الشباب فيما يسمى بالجروبات والفيس بوك. هل هو حرام ؟

الإجابة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ,  لا يجوز الحديث بين الشباب والبنات عن طريق هذه الوسائل مثل الماسنجر وما أشبه ذلك أو هذه المجاميع أو (الجروبات) هذا فيه من المصائب والبلايا الشيء العظيم. كم من المصائب كم من فتاة وقعت في شراك الذئاب ومن خدعوها؟ أقول: هذا لا يجوز، وإنما يستثنى منها بعض الأمور حينما تحتاج المرأة الحديث فيما يتعلق بدراستها، بعملها، بأمر من مصالحها، أمور خاصة، أمور عارضة، تسأل تكون طالبة في الجامعة، في الكلية أو ما أشبه ذلك، تسأل وتتصل شيئاً عارضاً ومختصراً ولا تخضع. أما إن يكون كلاماً من باب الحديث والمحادثة فليس هذا شيئاً مباحاً. هل يمكن أن يكون الحديث مباحًا بين شباب وبنات؟ هل يكون؟ ما يمكن هذا أبداً. فلا بد حينما يحصل حديث أن يحدث خضوع ولين، والله سبحانه وتعالى يقول: ( فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ )[1]، وقال سبحانه : ( وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ )[2]، المتاع أو الحاجة ثم قال: ( ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ) إذا كان المخاطب بذلك الصحابة حينما يكلمون أزواج النَّبي عليه الصلاة والسلام والمخاطبات أزواج النَّبي عليه الصلاة والسلام بذلك، إذا سألتموهن في حاجة من الحاجات فاسألوهن من وراء حجاب ثم يقول: ( ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ) فكيف إذا كان غيرهم وغيرهن؟ رضي الله عن الجميع، فالأمر أشد، والنَّبي عليه الصلاة والسلام قال: (مَا تركت بعدِي فتْنَة هِيَ أضرّ على الرِّجَال من النِّسَاء)[3] وقال صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم : (فاتَّقُوا الدنيا، واتَّقوا النساء)[4] يعني أن الرجل عليه أن يحذر وهذا في الحقيقة لماذا خاطب الرجال بذلك؟ لماذا لم يخاطب النساء؟ لأن المرأة تضعف ولأن الرجل في هذا هو الذي يبتدئ في الغالب. في الغالب الرجل هو الذي يبتدئ والمرأة مجبولة على الحياء في الغالب ولا عبرة بالنادر[5] فالمرأة ضعيفة ولهذا أمره ألا يستغل ضعفها. قال : (اتَّقِ الله)[6] كأنه يقول اتق الله أن تضيعها، اتق الله أن تعمل معها عملاً تخادعها به.  ولذلك قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح :  (اللَّهُمَّ إِنِّي أُحَرِّجُ حَقَّ الضَّعِيفَيْنِ: الْيَتِيمِ، وَالْمَرْأَةِ) [7]   انظر قرنها مع اليتيم هذا إعلاء من شأن المرأة وإكرام لها حتى لا يخدعها الرجل. وكم خدع الرجال كثيرًا من هؤلاء في الحقيقة. ومن فعل مثل هذا قد يزول عنه هذا الوصف عندما يخادع ويخون هذه المرأة وقد تكون في أول أمرها عفيفة وشريفة وطيبة وتنخدع بالكلام الطيب المعسول وقلبه فيه ما فيه. فأنصح أخواتي بالحذر من هذه الغرف، ومن هذه التي تسمى غرف الشات وفي الحقيقة حين تدخل هذا الشات فإنها تنقاد كالشاة، وتؤخذ بأذنيها إلى الذي يهلكها ويتلفها في الدنيا قبل الآخرة. فالحذر الحذر، إلا من شيء يكون فيه حاجة موضع ضرورة ثم الواقع شاهد بذلك ويكفي العاقل عبرة في الواقع.




[1]  -[الأحزاب/32] [2]  -[الأحزاب/53] [3] - أخرجه البخاري: (4808) ومسلم (2740). [4] - أخرجه  مسلم رقم (2742). ([5] ) المنثور للزركشي 3/246، منح الجليل لمحمد عليش 1/163، حاشية ابن عابدين 8/360، وانظر: زاد المعاد لابن قيم الجوزية 5/421، تكملة البحر للطوري : 8/338، والمبسوط للسرخسي 2/2. وإرشاد الفحول للشوكاني 1/8، وبجاءت صيغة: النادر لا يعتد به في تبيين الحقائق للزيلعي 4/436. [6] - أخرجه البخاري(2215)، ومسلم(2743)، والنسائي في السنن الكبرى(11826) ([7] ) كما في الحديث " إني أحرج عليكم حق الضعيفين اليتيم والمرأة ".أخرجه أحمد: (9664) والنسائي في (الكبرى:  9149) وابن ماجه: (3678)  وابن حبان: (5565) والحاكم (7167) والطبراني في المعجم الكبير: (168).


التعليقات