• تاريخ النشر : 04/01/2017
  • 499
مصدر الفتوى :
فتاوى المسجد الحرام - رمضان 1436
السؤال :

يقول السائل : ما حكم التصوير داخل الحرم؟

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; التصوير داخل الحرم وخارج الحرم الأصل فيه المنع؛ لقول النبي عليه الصلاة والسلام: «كل مصورٍ في النار، ومن صور صورةً أُمر أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ»(1) فالأحاديث كثيرة في النهي عن التصوير «فليخلقوا ذرة، فليخلقوا حبة، فليخلقوا شعيرًا»(2) إنما التصوير يكون في الشيء الجائز المباح في الأمور الضرورية، وفي المصالح العامة وما أشبه ذلك مما يحتاج إليه فإذا كان من التصوير ما يحتاج إليه فلا بأس. وأهل العلم اختلفوا في هذا الزمان في التصوير الفوتوغرافي فيدخل في مسمى التصوير أو لا يدخل في مسمى التصوير كلام كثير طويل وعديد في هذه المسائل لأهل العلم في هذا الزمان، ومنهم من قال: إنه يدخل في مسمى التصوير ومنهم من يقول لا يدخل والكلام فيها موثق، وبالجملة نقول: إن الإنسان يحتار إذا كان ليس هناك حاجة للتصوير ينبغي أن يحتار إلا حينما يكون هنالك حاجة من ضرورة أو شيء أو ما أشبه ذلك، أو ربما إنسان يصر عليه أولاده لشيءٍ في أنفسهم يريدون هذا الشيء فلا بأس كما يقال: من مراعاة الخلاف في هذه المسائل إذا كان القصد بتطيب النفوس.يعني عندنا مسائل يقع فيها خلاف، ويعتقد الإنسان أنها محرمة لا تجوز أو ما أشبه ذلك، وربما يطلب من فعل هذا الشيء فقد يقال: لا بأس أن تفعله مراعاةً لخلاف الغير؛ لأن بعض أهل العلم يقول: لا بأس به، وأنت حينما تفعله تطيبًا لنفس غيرك من أهلك وأولادك حينما يجدون هذه الصورة مثلًا فأردت أن تطيب نفوسهم، وربما يكون سبب لتوجيههم أو أن يقبل منك، ونحو ذلك فهذا لا بأس به، وله أمثله كثيرة فأنت ربما تأتي إلى قوم يتعبدون عبادةً أن لا تراها مثل قنوت الوتر مثلًا، مثل القنوت في صلاة الفجر كثير من أهل العلم لا يرى أنه مشروع، ومن أهل العلم من يقول إنه مشروع كالمالكية والشافعية يقول: إنه يشرع القنوت للفجر مع أنه لا دليل عليه، والأحاديث ضعيفة. وأنت في هذه الحالة لو كنت زائرًا لقوم وهم يقنتون في صلاة الفجر فلو أنكرت عليهم، وغيرت عليهم ربما شق عليهم ذلك فلا بأس أن توافقهم على ذلك؛ تطيبًا لنفوسهم، ويكونوا أدعى أن يقبلوا منك فمن هذه الأمور ينبغي أن تراعى فيها هذه الأمور من جهة أن الخلاف فيها خلاف قولي.    

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1)أخرجه البخاري (5963) ، ومسلم (2110) (100) ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي دَارِ مَرْوَانَ فَرَأَى فِيهَا تَصَاوِيرَ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: «وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ خَلْقًا كَخَلْقِي؟ فَلْيَخْلُقُوا ذَرَّةً، أَوْ لِيَخْلُقُوا حَبَّةً أَوْ لِيَخْلُقُوا شَعِيرَةً» .أخرجه البخاري (7559) ، ومسلم (2111) (101) ،


التعليقات