هذه سائلة تسأل تقول: يا شيخ تأتيني ساعات مواقف ضحك في مواقف لا تستدعي الضحك في الدين أو في أشخاص، إذا فلان قيل توفي يأتيني شيء من الضحك والموقف لا يستدعي فتعبت من هذا، فهل علي إثم، وهل هذا يكون من الشيطان؟،
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
يظهر والله أعلم أن هذا نوع من الوساوس، والذي أوصي نفسي وإخواني وأخواتي الإعراض عن مثل هذا، لأنه واضح من السؤال أن هذا نوع من أنواع الوساوس تعرض لها، وعلى هذا نقول كما قال عليه الصلاة والسلام، (إن الله تجاوز لأمتي ما حدث بأنفسها ما لم تعمل أو تكلم)(1)، وفي صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلُوهُ: إِنَّا نَجِدُ فِي أَنْفُسِنَا مَا يَتَعَاظَمُ أَحَدُنَا أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ، قَالَ: «وَقَدْ وَجَدْتُمُوهُ؟» قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: «ذَاكَ صَرِيحُ الْإِيمَانِ» (2). إلى غير ذلك الأخبار واردة في هذا الباب، وذلك أنها تقول تأتيها وترد إليها والذي أقول لا ينبغي لك أن تتبعي نفسك، وأن تشددي فتعرضي عن هذه الأمور، بالتنحي عنها وعدم المبالاة بها وعدم السؤال عنها، كما أوصي بذلك كثيراً وأن ذلك هو الذي يميتها، أما البحث فيها والسؤال عنها من أسباب كثرتها وأيضاً الشيطان يولدها شيئاً فشيئاً، حينما يكون الرجل أو المرأة أو الفتى أو الفتاة يسأل عن هذه الأشياء ويحزن بها، بل لا يبالي بها ويعرض عنها ما دامت على هذه الصفة، نعم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)أخرجه البخاري (6664) ومسلم (127) (202).
(2) أخرجه مسلم (132).