تقول السائلة : أنا اشتريت ماءًا، وكنت أنا وصديقات لي جالسين ثم أسقطت صديقتي الماء الخاص بها، فقلت أنا هذا الماء خاص بمن فقالوا هذه ماء عائشة، فقلت والله على بالي أنها ماء أماني، فوقع في قلبي أثناء الحديث أن أماني لا تشتهي ماءاً، فهل يجب علي أن أصوم تعبت من هذا الشيء، فبماذا تنصحوني من هذه الوساوس؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
هذه وساوس في الحقيقة لا ينبغي إشغال النفس بها ، والشيطان يفرح حين يجد من يتعب نفسه أو يسأل عنها، بل إن الشيطان يقول أسأل حتى أن بعضهم يقول ذلك، يقول اسأل ولا يجوز لك، ثم يشغله ولازال يطلقه ويطلقها ويشغله ويشغلها، فالوسوسة لا تنتهي، الشيطان خبيث وليس عدو ظاهر، يعني أنك الآن ترد عليه بالحجة، لا وساوس لا تنتهي حججه ولا قوله ولهذا قال الله عز وجل (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا) ([1]) الشيطان عدو، العدو لا ينبغي لك أن تصدقه، ولا ينبغي لك أن تتحاور معه، بل تعرض عنه. وحينما يكون هذا العدو هو الشيطان، فالإعراض هو السبيل والطريق لذهاب هذه الوساوس، كما أرشد النبي عليه الصلاة والسلام إلى ذلك، والصحابة رضي الله عنهم سألوا النبي عليه الصلاة والسلام بين لهم هذا الشيء وارتاح وأعرضوا، ولهذا لو كانت الوسوسة دين وخير لا حمد عليها ولم يعلم أن أحداً من كان يحمد بالوسوسة، بل كان يعلم في الصحابة رجل موسوس، كما قاله وذكره أبو محمد المقدسي رحمه الله في كتابه" ذم الوسوسة"، يقول ما معناه لو كانت الوسوسة خيراً ديناً لوجد في الصحابة من يكون موسوس، لا يعرف هذا، وهذا يبين أن الشيطان لن يكن ليتجرأ عليه من مثل هذا، إنما كان كيده بعد ذلك، فمن أعرض عن مثل هذا فإنه يكون على الهدى والسنة، وأيضاً يتشبه بالصحابة رضي الله عنهم، وليس معنى ذلك أن تعرض عن هذه الأمور، لكن الشأن أنه لا يتابعها وأنه لا ينزعج منها لا يقلق وحينما يقلق الشيطان يفرح(لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا) ([2])منه هذا ويفرح حينما يقلق لكن أن تكون مثل ذلك وتكون مرة ضد ذلك وتكثر الذكر والحمد والثناء، وتزول بإذن الله، نعم.