رجل ملتزم منذ عام، ويخاف الرياء كثيراً عند الذهاب إلى المسجد يقول: سيراني هذا ما الحل في بعض الأحيان يصيبني الوسواس، وأخاف ألا يقبل الله عملي،
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ;
نقول يا أخي إياك من هذه الوساوس، الشيطان خبيث، حينما يرى الإنسان حريصًا على الخير يوسوس له، يقول أنت تصلي رياءً، إذا جاءك الشيطان، وقال لك أنك ترائي فزد في عملك، إذا جاءك وقال أنك تذهب للمسجد رياءً، استمر، وزد. إذا قال إنك تصلي رياءً زد في صلاتك، تطيل ركوعك رياءً أطل ركوعك، تطيل سجودك رياءً أطل سجودك، إذا جاءك الشيطان، وقال لك كذا، وكذا فخالفه، واعلم أن الحق، وأن الهدى في خلاف الشيطان. أنت تقول إنها وساوس الشيطان، وتعلم أن الشيطان عدو،( إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ)[1]، ( لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آَمَنُوا، ولَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا )[2]، فالشيطان خبيث يأتي إلى الإنسان المعمور بالتقوى والخير يريد يضله؛ إن وجد من هذا الباب فتح هذا الباب، وإن وجد من هذا الباب فتح له هذا الباب؛ لأجل أن يبغضه، وأن يمل الخير فأبعد عن هذه الوساوس، وإذا أردت أمراً من الخير اعمله، ولا تبالِ، وحتى، ولو أن تتصدق على المسكين ما تقول: ما أتصدق أمام الناس لأنهم يروني، لا، بل تجهر في أن تخرج صدقتك، ولا تبالِ، أنت تصلي سنة الضحى من عادتك أنك تصلي سُنَّة الضحى. تقول : أنا في العمل الآن، وأصلي صلاة الضحى يشاهدني زملائي، لا بل صلِّ سُنَّة الضحى، ولا تبالِ، ولو شاهدوك ، تركك للعمل هو الرياء، وعملك من أجل الناس هو الشرك. الرياء الحقيقي حينما تترك العمل لا حينما تعمل، الشيطان خبيث يريد أن تترك العمل، وهناك كثير من أعمال الخير يعملها الإنسان ويظهرها. بل الصحابة - رضي الله عنهم - كانوا يظهرون العمل، والنبي - عليه الصلاة والسلام - حينما تصدق ذاك الصحابي بصاع أمام الناس في المسجد، والناس الصحابة مجتمعون أمام النبي - عليه الصلاة، والسلام - جاء، وتصدق أمام الناس، حتى قال : رأيت كومين من طعام، وثياب ، وسببه ذلك الذي تصدق ، قال - عليه الصلاة، والسلام - : " مَن سنَّ سنَّةً حسنةً ؛ فإنَّ لهُ أجرَها، وأجرَ من عملَ بِها ً "[3]، يعني ذلك الذي بدأ، وتصدق أمام الناس له أجر جميع من تصدق لا ينقص من أجورهم شيئاً ، نعم .