تأتيني أحاديث في نفسي فيها استهزاء بالناس لكن لم أنطق بها وأتعوذ من الشيطان، وتعبت من هذا الشيء، وهل عليَّ إثم في ذلك ؟.
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ;
الحمد لله، لا شيء عليك، ولا إثم عليك لأن هذه الوساوس، وهذه التوهمات لا حكم لها ، وثبت في الصحيحين أن النبي عليه الصلاة، والسلام :" إن اللهَ عز، وجل تجاوز لأمتي عما حدثتْ به أنفسَها ما لم تعملْ أو تَكَلَّمْ به "[1] ، فهذه من الخواطر التي لا يؤاخذ بها الإنسان بل لو كانت خواطر أعظم ، وقد سئل الصحابة رضي الله عنهم النبي عليه الصلاة، والسلام عما هو أعظم من هذا فقال : " الحمدُ للهِ الذي رَدَّ كيدَهُ إلى الوسوسةِ "[2]، فإذا كان هذا فيما يتعلق بأمور التوحيد، والعقيدة في الله عز وجل فكيف إذا كان فيما يتعلق بالناس من هذه الأشياء فلا شيء عليك، ولله الحمد، لكن على الإنسان أن يعرض عن مثل هذه الأشياء فلا علاج لها إلا بالإعراض عنها فهذا في إماتتها، وعدم التحدث بها أو ذكرها، وأنه، وقع له كذا، وكذا كما تقدم التنبيه عليه، والمؤمن قد يتعبه مثل هذه الأشياء، والشيطان لا يأتي إلا البيت المعمور بالتقوى فيوسوس بمثل هذه الوساوس فيعرض عنها، ولله الحمد، ولا تضره، ولا شيء عليه، ولله الحمد، وهذه كما تقدم أمور كما ذكرت لك من الوساوس ليست من التحققات، وليست من الظنون الثابتة التي يتبعها شيء من العمل أو سوء الظن .