• تاريخ النشر : 10/06/2016
  • 357
مصدر الفتوى :
اللقاء المفتوح
السؤال :

هل يجوز اشتراط الشفاء على الطبيب؟

الإجابة

الجواب: هذه المسألة مما وقع فيها خلاف، بمعنى أنه إذا أراد التداوي عند طبيب فهل يجوز أن يجعل عقد بينهما على الشفاء وانه لا يستحق أجره إلا بالشفاء، الجمهور جوزوه من الحنابلة والمالكية والشافعية، لكن قالوا إنه من باب الجعالة لا من باب الإجارة، لأن الإجارة تحتاج إلى تحديد المدة ومعرفة العمل وعلاج على هذا الوصف خالٍ من هذا الشيء، فيكون من باب الجعالة لأنه يتوسع في الجعالة ما لا يتوسع في غيرها. ومن أهل العلم من منعه مطلقًا، وهم الأحناف والظاهرية، وقالوا إن هذا لا يعلم وإن هذا أيضًا من أمر الغيب، وهو محرم وما أشبه ذلك، وهذا فيه نظر، لأن هذا إذا أجريناه على وجه الجعالة ففي هذه الحالة ليس فيه ظلم ولا تعدي وإنما الخلاف في الدواء، هل يكون من الطبيب أو يكون من المريض، ابن قدامة والجماهير يقولون لابد أن يكون الدواء من المريض لا من الطبيب، والأمر في هذا يسير. الشاهد أنه إذا أجري على الوجه المتقدم فإنه في هذه الحالة لا بأس، وذكروا مسائل في مثل هذا، لو أنه أجراه على عقد الإجارة فشفي المريض قبل أن يبدأ الطبيب فإن الإجارة تنفسخ، لكن في هذه المسألة لا بأس من هذا، وقد ثبت في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أنه رقى مريضًا وأنه اشترط عليهم جعلًا،(1) يعني أنهم طلبوا منهم ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) أخرجه البخاري (2276) و (5736) و (5749)، ومسلم (2201)،  أن يعالجوه حتى يبرأ واشترط عليهم جعلًا على علاجه وبرئه مما هو فيه، فبلغ النبي ذلك عليه الصلاة والسلام، فأقره عليه الصلاة والسلام وأثنى عليه. يا شيخ لو تكون المسألة نفسية ما رأيك؟ لو كانت المسألة نفسية وليست مرضية، هل يدخل في التعميم؟. مسألة الألم في الفك، نعم، هو ذكر أنه يسبب له ألم من الناحية النفسية، وأيضًا ذكر آلام عضوية، يقول: لكن لا أستطيع إغلاق فمي بسهولة فأنا أحتاج لشد عضلات الذقن لإغلاق فمي، سؤالي هل يجوز أن أقوم بإجراء عملية؟ فإذا كان على الوصف المتقدم وأنه هو يشد عضلة الفم ولا يستطيع إغلاق فمه هذا لا شك أنه يسبب له آلام، فلا بأس من التداوي، لكن مع الاحتياط في باب العلاج في هذه الحالة، لأنها لا شك حالة تحتاج إلى اختيار طبيب ماهر في مثل هذا، لأنه ربما يذكر في بعض الحالات التي تعالج على هذا الوصف ترتب ضرر أشد، وقد يكون ليس في باب الفك، مثل علاج الأنف ونحو ذلك فلا بد من الاحتياط في هذا.


التعليقات