ما حكم الاحتفاظ بصور الميت؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ; نعلم أن الصور الأصل فيها التحريم، ولعل سبق في جواب سابق أن الأصل في الصور التحريم، وسبق الأدلة في هذا والأدلة واضحة وبينة، وأن الصورة تجوز في بعض الأحوال وربما أحياناً أحوال ضرورية أو حاجية أو من الأمور المستحسنة التي فيها مصالح شرعية في العلم والدعوة مثلاً، أو تكون من باب الصلة في الاجتماع فتعين على التواصل بين الأقارب فيها مصالح شرعية لا بأس بذلك، ومعلوم الخلاف في التصوير. لكن على كل حال الصور التي تكون من باب الذكرى هذه فيها نظر في الحقيقة، وخاصة إذا كان الذي يذكر ميت فقد يؤول إلى أنك أن تنظر إلى صورته مجرد تتأسى وتتحزن عليه والميت بحاجة إلى أن تدعو له وأن تستغفر له، ليس بحاجة إلى أن تستعمل صورته التي تذكرك به حال حياته فتحزن وتتأسى عليه فلا يحصل المقصود بل يحصل ضد المقصود بل ربما يتألم ويتضرر، فحفظ الصور كما يقال في بعض الألبومات ونحو ذلك، فهذا ظاهر كلام كثير من أهل العلم المنع إذ لا مصلحة مطلقاً في مثل هذا، لا دينية ولا دنيوية بل ربما يترتب على ذلك نوع من الضرر فالذي ينبغي الإعراض عن مثل هذا وأن يذكر الإنسان أخاه، أن يذكر ميته بالذكر الطيب بالدعاء هذه الذكرى المطلوبة والذكرى الحسنة.