يقول السائل : ما حكم من يلعب الورق بعد صلاة العشاء؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; الورق كغيره من المؤذيات، فالورق هذا فيه مصائب ويحصل فيه نزاع وخلاف، وأيضًا هذا الورق فيه صور، ويرمز إلى أشياء وبعضهم يقول: يعود إلى رموز وثنية ونحو ذلك، بصرف النظر عن كون هذا يصح أو لا يصح: فإن المفاسد التي تكون في الألعاب المحرمة مثل النرد والشطرنج موجودة في الورق لما يفضي إلى العداوة والبغضاء، وتضييع الوقت، ولا يعود بفائدة ولا عائدة دنيوية للعبد، بل يورث الشحناء والبغضاء، يكون الإخوة أو الأصدقاء مجتمعين متصافين فلا يلبثون أن يلعبوا بهذه الورقة فيحصل بينهم النزاع، بل ربما السباب والشتام، وهذا كفيلٌ بتحريمها ، لأنه ليس المقصود في تحريم هذه الألعاب -كون هذه ورق، كون هذه مثلًا النرد، الميسر-، كل ما يحصل فيه المعنى الذي يحث فيه النرد من حصول البغضاء والعداوة: فهو في كل شيء أشبه فيها بالنرد. فإن كان على عوض كان التحريم أشد، وخاصة أيضًا لما يترتب على ذلك أمر آخر مثل: : كونه يلعب في الليل فيسهر فتفوت صلاة الفجر، أو تأجيل مصالحه التي هو مأمور بها بأهله وأولاده.