• تاريخ النشر : 24/05/2016
  • 248
مصدر الفتوى :
اللقاء (04)
السؤال :

أنا فتاة عمري أعاني من الوسواس القهري في أعز خلق الله الرسول صلى الله عليه وسلم وكلما أنطق أو أسمع أو أقرأ كلمة سب أو استهزاء يوسوس إليَّ الشيطان أني سبيت الرسول والعياذ بالله، رغم أنني أنطق بكلمة الاستهزاء فقط ولا أذكر اسم رسول الله؟

الإجابة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد , مثل هذا لا يلتفت إليه ولله الحمد، ومثل هذه معفوّ عنه ولا أثر له ولله الحمد، ولا قيمة له، والمسلمون يعالجون الوسوسة بالإعراض عنها وعدم الالتفات إليها. وكما يقال: عليك أن تفكر تفكيراً إيجابياً، عليك أن تكون متفائلاً مهما حصل ومهما وقع، والصحابة وقعوا في مثل هذا، ووقعوا في ما هو أشد من هذا رضي الله عنهم ، وسألوا النَّبي عليه الصلاة والسلام وقال : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رَدَّ كَيْدَهُ إِلَى الْوَسْوَسَة)[2]، رواه أبو داود والنسائي ، وقال: (ذاك صَريحُ الإيمان)[2] ، يعني هذا الذي يحصل في قلب أختنا السائلة دليل على قوة الإيمان لكن الشيطان خبيث ربما يرى ضعفها في مثل هذه الأشياء فيوسوس بكذا وكذا من هذه الأمور، فأقول: لا تلتفتِ إليها ولا تتحدثِ بها، ولا تسألِ عنها وكأنها لا شيء؛ لأن الشيطان حينما يجعل الطريق في أنكِ قد ذكرت له أمراً وصرت تسألين عن هذا الشيء وتقولين هذا يحصل لي وما إلى ذلك فهذا مما يقويه، لكن حينما يعرض عن هذه الأمور ويتلهى عنها كما قال العلماء، وكما وصى بذلك النَّبي عليه الصلاة والسلام فإنها تزول بإذن الله وتضمحل وتذهب والحمد لله لا قيمة لها مهما كان؛ لأنها كما قلت وساوس، ثم السؤال عنها والتحسس والتحزن بها يدل على مثل هذا، ومع هذ أقول لا ينبغي أن يحزن الإنسان، لا ينبغي أن يتذكر مثل هذه الأشياء بل يجعل الغي يرتد على الشيطان ويعود إليه وبهذا تحصل السلامة والعافية. نسأل الله لنا ولكم العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة.




[1] - أخرجه أحمد  (2097) و(3161). وعبد بن حميد  (701). وأبو داود  (5112). والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (668). [2] - مسلم في الإيمان: باب بيان الوسوسة في الإيمان وما يقوله من وجدها رقم (132) ، وأبو داود في الأدب: باب الوسوسة رقم 5111. تنبيه الرواية الأخرى التي ذكرها المصنف لم ترد عند مسلم ولا عند أبي داود من حديث أبي هريرة، وإنما أخرجها أبو داود في الأدب رقم 5112 وأحمد في المسند رقم 2097 من حديث ابن عباس قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن أحدنا يجد في نفسه يعرض بالشيء لأن يكون حممة أحب إليه من أن يتكلم به، [ص:244] فقال: " الله أكبر الله أكبر الله أكبر، الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة " وإسناده قوي، وصححه ابن حبان.


التعليقات