أنا فتاة عمري أعاني من الوسواس القهري في أعز خلق الله الرسول صلى الله عليه وسلم وكلما أنطق أو أسمع أو أقرأ كلمة سب أو استهزاء يوسوس إليَّ الشيطان أني سبيت الرسول والعياذ بالله، رغم أنني أنطق بكلمة الاستهزاء فقط ولا أذكر اسم رسول الله؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ,
مثل هذا لا يلتفت إليه ولله الحمد، ومثل هذه معفوّ عنه ولا أثر له ولله الحمد، ولا قيمة له، والمسلمون يعالجون الوسوسة بالإعراض عنها وعدم الالتفات إليها. وكما يقال: عليك أن تفكر تفكيراً إيجابياً، عليك أن تكون متفائلاً مهما حصل ومهما وقع، والصحابة وقعوا في مثل هذا، ووقعوا في ما هو أشد من هذا رضي الله عنهم ، وسألوا النَّبي عليه الصلاة والسلام وقال : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رَدَّ كَيْدَهُ إِلَى الْوَسْوَسَة)[2]، رواه أبو داود والنسائي ، وقال: (ذاك صَريحُ الإيمان)[2] ، يعني هذا الذي يحصل في قلب أختنا السائلة دليل على قوة الإيمان لكن الشيطان خبيث ربما يرى ضعفها في مثل هذه الأشياء فيوسوس بكذا وكذا من هذه الأمور، فأقول: لا تلتفتِ إليها ولا تتحدثِ بها، ولا تسألِ عنها وكأنها لا شيء؛ لأن الشيطان حينما يجعل الطريق في أنكِ قد ذكرت له أمراً وصرت تسألين عن هذا الشيء وتقولين هذا يحصل لي وما إلى ذلك فهذا مما يقويه، لكن حينما يعرض عن هذه الأمور ويتلهى عنها كما قال العلماء، وكما وصى بذلك النَّبي عليه الصلاة والسلام فإنها تزول بإذن الله وتضمحل وتذهب والحمد لله لا قيمة لها مهما كان؛ لأنها كما قلت وساوس، ثم السؤال عنها والتحسس والتحزن بها يدل على مثل هذا، ومع هذ أقول لا ينبغي أن يحزن الإنسان، لا ينبغي أن يتذكر مثل هذه الأشياء بل يجعل الغي يرتد على الشيطان ويعود إليه وبهذا تحصل السلامة والعافية. نسأل الله لنا ولكم العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة.