يقول السائل : هل يجوز قراءة القرآن وأنا في الحرم وأنا مضطجع على جنبي أم لابد من الجلوس؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
نعم لا بأس كما قال تعالى { الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } [آل عمران:191]، الذين يذكرون ذكر الله عز وجل يشمل ذكره بتلاوة كلامه ويشمل ذكره سبحانه وتعالى بتسبيحه وتهليله وتكبيره، وثبت في الصحيحين من حديث عائشة " قالت: "إن النبي عليه الصلاة والسلام كان يقرأ القرآن وهو متكأٌ في حجري وأنا حائض"(1)، فلا بأس من قراءة القرآن. وكذلك ثبت في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة معلقًا مجذومٌ به في قصة ذلك الشيطان الذي جاء إلى "أبي هريرة ولما أراد في الليلة الثالثة أن يذهب إلى النبي عليه الصلاة والسلام، قال: فأعلمك آيةً إذا قرأتها إذا أويت إلى فراشك وقرأتها لم يزل عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان فقال النبي صدقك وهو كذوب"(2)،
فآية الكرسي أنت تقرأها وأنت نائم لا بأس، وكذلك لو قرأت آخر آيتين من سورة البقرة. كما ثبت في الصحيحين" أنه عليه الصلاة والسلام كان إذا أوى إلى فراشه قرأ المعوذتين وقل هو الله أحد وهو مستلقٍ على فراشه إذا أوى إلى فراشه" (3) فلا بأس من أن تقرأ وأنت على جنبك لكن إذا كان الإنسان على حال جلوس واستقبال قبلة هذا أكمل وقراءة القرآن في بعض الأحوال يكون قراءته وأنت مستلقٍ مثل قراءة المعوذتين لأنها تقرأ عند النوم وكذلك سائر أذكار النوم التي تقرأها تقولها وأنت مستلقٍ، وهنالك أذكار تقال في غير هذه الحال كما تكون في الصلاة، وكون الإنسان يكون حاله على حال استعداد وهو مستقبل القبلة هذا أكمل ومع أن السنة أن الإنسان حينما ينام يستقبل القبلة ويكون على جنبه الأيمن ويقول هذه الأذكار وهو متجهٌ إلى القبلة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَّكِئُ فِي حِجْرِي وَأَنَا حَائِضٌ، فَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ»
أخرجه البخاري (297) ، ومسلم (15)(301).
(2) قال الإمام البخاري في صحيحه رقم (3275) : وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ الهَيْثَمِ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: وَكَّلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ فَأَتَانِي آتٍ فَجَعَلَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ فَأَخَذْتُهُ، فَقُلْتُ لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَذَكَرَ الحَدِيثَ -، فَقَالَ: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ، لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ، وَلاَ يَقْرَبُكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ ذَاكَ شَيْطَانٌ» يعني رواه البخاري معلقاً بصيغة الجزم.
(3)أخرج البخاري في صحيحه (5018) عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمَعَ كَفَّيْهِ ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا فَقَرَأَ فِيهِمَا قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا مَا اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ يَبْدَأُ بِهِمَا عَلَى رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ وَمَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ) .