يقول السائل : ما هي أفضل طريقة لتثبيت حفظ القرآن ومراجعته؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
أثبت طريقة مثل ما قال البخاري رحمه الله، لما سئل قال لا أعلم طريقا للحفظ أفضل من إدمان المطالعة[1]،، فإذا من الله عليك بحفظ القرآن فاجتهد في مطالعته نظرًا، وإذا ضعف حفظك عن شيء منه، وكذلك مراجعته حفظًا وقراءته في الصلاة، قراءته في أوقات أخرى، وتعرض حفظك أيضا على من يضبط حفظك من قارئ للقرآن أو غيره.وإن كان يسأل عن طريقة الحفظ، فلا شك أن الإنسان عليه أن يجتهد في أن يجعل قدراً محفوظًا من القرآن ليس بالكثير، حتى يمكن أن يحمله شيئًا فشيئًا، فيضع له قدراً يحفظه من القرآن آيات محدده أو وجه محدد، ثم يتقنه إتقانًا تامًا، ولا ينتقل إلى وجه ثاني حتى يتقن الأول، مثل الإنسان الذي يبني ويضع الأساس، ما يجعل اللبنة الثانية حتى تتم اللبنة الأولى، وتشتد وتقوى، فإن اشتدت وقويت بنى عليها، حتى يتحمل، وهكذا.ثم الإنسان كلما كثر حفظه قوي حفظه، مثل إنسان الذي يعود نفسه العمل والنشاط ، فيحمل في اليوم الأول هذا المقدار من الحمل، ولا يستطيع أن يحمل أضعافه، لكن يمكن في اليوم الثاني يزيد عشر هذا المقدار، واليوم الثالث عشر، حتى بعد مدة يستطيع أن يحمل أضعاف ما كان يحمل قبل مدة، لأن بدنه اعتاد وصار مهيئًا. فالروح والحافظة أقوى من البدن، بل النفس والروح هي التي تحمل البدن، لأنه كلما قويت النفس، وقويت الروح، قوي البدن، وكلما ضعفت كلما ضعف البدن، فيعتاد الإنسان على الحفظ، وهذا يبين أن ما يكرره كثير من الناس في ذم الحفظ، وأن الحفظ نسخة ثانية، كلام باطل، بل كل طالب علم مهما كانت درجته في العلم لابد أن يحفظ، ولو أنه قال يمكن أحصل العلم بلا حفظ، هذا ليس بصحيح.أي علم، حتى سائر العلوم الأخرى، لا تقوم إلا على الحفظ، لأن الحفظ هو الأصل، ثم بعد ذلك التفريع، والشاهد فهم هذا الشيء.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
([1] ) ينظر جامع بيان العلم وفضله - مؤسسة الريان (2/ 393).