يقول السائل : عندي محلات تجارية وأشغل القرآن على مدار الساعة لأني أشعر بالراحة, كذلك يساعدني في الحفظ لكن عندما يأتيني زبائن أنشغل ونخوض في العمل وإن وجدت الفرصة أعاود سماع التلاوة ما حكم الشرع؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ;
فعل حسن أنك تستمع للقرآن الكريم, لكن إذا انشغلت عنه وكان صوتك مع زبائنك لا يختلط بالقرآن هذا لا بأس به, أما إذا كان القرآن صوته مرتفعًا ويختلط صوتكم بصوت القرآن حتى الذي يستمع لا يميز صوت القرآن من اللغط الذي عنده فهذا منهي عنه وقال: بعض أهل العلم لا يجوز لإن الله قال: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا}(1), فالواجب الإنصات. فإما أن تغلق المذياع أو المسجل أو تجعله في مكان يكون من بقربه يسمعه ولا يتصل هذا الصوت ولا يختلط بصوتك وصىوت من معك, فلا بأس به على الصحيح, ولا بأس أن يضع الإنسان القرآن في مكان وإن كان ليس عنده أحد لا بأس بذلك.والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة, (2) قراءة القرآن في البيت أمرٌ مطلوب ولو كانت قراءة القرآن من مسجل دخل في العموم لأنه في الحقيقة تُقرأ فيه ، قال: إن الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة قال: تُقرأ وبناه للمعلوم
يعني لم يقل يقرأه صاحب البيت.أو تقرأه إذا دخلت البيت قال: تقرأ فيه سورة البقرة, وكأن هذا يشمل كل قارئ سواء باشر القراءة هو بنفسه, أو غيره يقرأ وهو يسمع, أو كان يسمعه من غيره, أو كان يسمعه من جهاز أو من آله, وإن كان الحكم يختلف لا شك, لكن عموم الحديث خاصة (تقرأ) بناه على هذه الصفة مما يبين أن العموم فيه يشمل حتى سماعه من غير سماعًا مباشرًا, بل لو كان سُجل قبل ذلك. فإذا كان صوته لا يختلط بصوت من معه فلا بأس. وهنا مسألة ننبه عليها: وهو ما يكون في الأسواق العامة حينما يقوم بعض الناس يشغل القرآن أو المسجل أو نحو ذلك, في أماكن يختلط فيها ربما صوت الموسيقى بالقرآن, أو صوت اللغط, وربما أيضاً يمين فاجرة وربما عقود محرمه, وما أشبه ذلك ربما يكون صور محرمة موجودة, فهذا في الحقيقة قد يشبه الاستهزاء بكتاب الله سبحانه وتعالى فالواجب على المسلم الحذر, وإذا كان في هذا المكان مختلط وهو يحب أن يسمع صوت القرآن لا بأس, لكن لا يرفعه رفعًا يخالط تلك الأصوات المنكرة, فيجب تنزيه القرآن عن مثل هذه الأشياء.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة الأعراف. الآية 204.
(2) حديث أبي هريرة رصي الله عنه، أخرجه مسلم (782).