• تاريخ النشر : 22/08/2016
  • 657
مصدر الفتوى :
اللقاء المفتوح
السؤال :

يقول السائل : من الذي سمى سور القرآن ؟ أحسن الله إليكم .

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; تسمية سور القرآن وقع فيها خلاف بين أهل العلم ، هل هي توقيف من النبي عليه الصلاة والسلام أو اجتهاد من الصحابة ، جزم السيوطي - رحمه الله - بأنه توقيف ، واستدل بالأدلة الثابتة عن النبي عليه الصلاة والسلام في تسمية سور القرآن ، وكذلك جمع من أهل العلم قبله وبعده ، منها قوله عليه الصلاة والسلام :«اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ، اقْرَءُوا الزَّهْرَاوَيْنِ الْبَقَرَةَ، وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ، فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ، تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا، اقْرَءُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ، فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ، وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ، وَلَا تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ». » حديث أبي أمامة الباهلي في صحيح مسلم (1)، ومنها كذلك صحيح حديث حذيفة في صحيح مسلم :« اقرأ البقرة والنساء وآل عمران »(2) ومنها أيضاً الحديث أنه عليه الصلاة والسلام قال في سورة البقرة : لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ، إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ» (3)، المعنى أنها سبيل لطرده ، وكذلك كما جاء من أحاديث في بعض سور القرآن كالمعوذتين ونحوهما وما أشبه ذلك ، قالوا : إن ذلك يدل على أنها من تسمية النبي عليه الصلاة والسلام وعلى هذا باقي السور ، وجاء أحاديث كثيرة في هذا الباب مما يدل على هذا القول. ومن أهل العلم من قال : إن بعضها منه وبعضها أخذه الصحابة واجتهدوا في تسميتها مما يذكر فيها ومما يناسبها وليس هناك شيء يقطع به وإن كان الأظهر والله أعلم من الأخبار والأدلة ما يدل على أنه من النبي عليه الصلاة والسلام وأنه أخذوه منه ، لكن الذي فيه خلاف قوي وهو ترتيب السور ، ترتيب السور قيل إنه منه توقيفي وقيل إنه اجتهادي من الصحابة وعليه جمع من أهل العلم - رحمة الله عليهم - نعم .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) أخرجه مسلم(804). (2) أخرجه مسلم(772). (3) أخرجه مسلم(780).


التعليقات