• تاريخ النشر : 02/08/2016
  • 572
مصدر الفتوى :
فتاوى المسجد الحرام - الحج 1435
السؤال :

يقول السائل : ما حكم تعليق آيات القرآن على الجدران؟

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; القرآن ما أنزل ليعلق على الجدران أو الحوائط، قال الله عزَّ وجلَّ: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ}[ص:29]، {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ}[محمد:24]، فالقرآن أنزل للتدبر والتأمل، هذا هو المشروع بل الواجب، فإذا وضعت آيات فإن كان المقصود منها طلب البركة هذا لا أصل له، وهذه مثل التمائم والتمائم عند أهل العلم مختلفة منها تمائم شركية، وهو أن يضع حروز فإن كان هذه الحروز بنفسها هذا شرك أكبر وإن كان يعتقد أنها سبب للنفع فهذا من البدع ومن الشرك الأصغر، واختلف العلماء فيما يعلق من القرآن من غير هذه الحروز، هل يجوز أم لا؟ جمهور العلماء على ألا يجوز تعليق القرآن وجعل التمائم، يعني يضع مثلاً آيات للقرآن ويريد بذلك أن يلتمس بركتها، ويجعلها سبب في دفع بعض الشيء.فهذه التمائم بالتماس بركة الآيات للتعلق هي نوع من التمائم، ووجه منعها عموم الأدلة في النهي عن تعليق التمائم وأيضاً ربما تعليقها يكون سبباً لإهانتها والدخول بها أيضاً في مواضع الخلاء، أيضاً هي سبيل إلى الغلو ثم جعلها هي بنفسها تضر وتنفع، فبالجملة تعليق الآيات لا يشرع لأن القرآن كما تقدم نزل لتلاوته وتأمله وتدبره.أو كذلك وضع الآيات زينة في المجالس تزين بها المجالس أيضاً هذا لا يشرع، وبعض المجالس والأماكن توضع فيها لوحات فيها آيات، ثم هذا المجلس ممتلأ باللغط والغيبة والنميمة والكلام المحرم وكتاب الله عزَّ وجلَّ في هذه اللوحات، هذا في الحقيقة قد يكون نوع إهانة، والنبي عليه الصلاة والسلام نهى عن رفع الصوت بالقرآن خشية أن تغالط أخاك المسلم الذي يصلي(1)، وأن تتأدب معه بتلاوة كتاب الله عزَّ وجلَّ، فكيف برفع الصوت بأمورٍ محرمة وبالغيبة والنميمة ولغط، وما أشبه ذلك ربما من كبائر الأقوال المحرمة والآيات معلقة ها هنا وها هنا، ثم يتخذها زينة! هذا لا يجوز، يعني زيادة على اتخاذها زينة.ثم أيضاً قد تعلق في أماكن وتبقى حتى يعلوها الغبار ولا تقرأ ولا يلتفت إليها، لكن يجوز التعليق الذي يكون المقصود منه الحفظ، يعني حفظ الشيء، مثل إنسان يعلق حديث في سيارته حتى يحفظه، أو آية يريد أن يقرأها كلما ركب سيارته، أو وضعها في مكان يريد أن يحفظها لأجل أن يعمل بها ما قصده تعليقها دائماً، لكن تعليق عارض هذا لا بأس به، أو علق شيئاً لأجل أن يتذكر هذا الذكر، وضع مثلاً حديث دعاء السفر في سيارته حتى يتذكر مثلاً، أو مثلاً دعاء الخروج من المنزل في سيارته حتى لا ينسى ، فإذا رآه تذكره ما يقصد بذلك طلب تبرك مثلاً بنفس الشيء هذا، التبرك لا يكون بمجرد وضعه في ورقة أو تعليقه، التبرك يكون بتلاوته، بقراءة الأحاديث، بالعمل بها، هذا هو العمل، أما تعليقها فلا عمل.فإذا علقها مثلاً لأجل أن يتذكر لا ينسى، هذا مثل ما يقول لأخيه قل كذا وقل كذا، أو يعطيه ورقة ويقول هذا فيه ذكر الخروج من المسجد ودخول المسجد،الخروج من البيت دخول البيت، ذكر السفر، كذلك هو لو علقها لأنه لا يكون بقربه من يذكره دائماً فعلقها لأجل هذا الشيء ما قصد بذلك هذه المعاني، فالأعمال بالنيات.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1)حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه  قال: اعتكف رسول الله r في المسجد فسمعهم يجهرون بالقرآن، فكشف الستر وقال: "ألا إن كلكم مناج ربَّه، فلا يؤذينَّ بعضكم بعضاً، ولا يرفع بعضكم على بعضٍ في القراءة " أو قال في الصلاة" أخرجه أبو داود، كتاب التطوع، باب رفع الصوت بالقراءة في صلاة الليل، برقم 1332، وصححه الألباني في صحيح أبي داود،1/147،ورواه أحمد بنحوه في المسند،2/67، عن ابن عمر رضي الله عنهما وصححه أحمد شاكر في شرحه للمسند،برقم 928، و5349.


التعليقات