الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; اختلف العلماء في قوله سبحانه: {ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ}(1) الجمهور يقولون: حاضرو المسجد الحرام هم من بينهم وبين مكة مسافة القصر، يعني كل من كان بينه وبين مكة مسافة القصر، وقال مجاهد وطاووس أحدهما قال: أهل الحرم  والآخر أهل مكة، وهذا هو الأقرب: قول مجاهد ومن معه أن حاضري المسجد الحرام هم على ظاهر الآية هم من ذكروا: حاضري المسجد الحرام، والآية تقول {حَاضِرِي} ثم قال {أَهْلُهُ}والأهل يكونون في البلد والإنسان إذا جاء جاء عند أهله في البلد، وأما في مكان آخر فإنه لا يكون عند أهله، يكون عند غير أهله، ولا يكون عند أهله إلا إذا كان حاضراً في بلده فعلى هذا نقول: إنهم أهل الحرم وأهل مكة، وعلى هذا التنعيم خارج الحرم لكن ما دام متصل الآن بمكة، كذلك الجهات التي هي خارج الحرم من أي جهة متصلة بالبنيان هم من أهل مكة، فإذا أحرموا بالعمرة فليس عليهم هدي، كذلك أهل الحرم الذين بينهم وبين مكة مسافة، يعني لو إنسان ساكن في الحرم وانقطع البنيان بينه وبين مكة نقول كذلك أنت ليس عليك هدي، هذا هو أقرب الأقوال في هذه المسألة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1)سورة: البقرة (196).