الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ; هذه المسألة تكلم فيها أهل العلم، منهم من يرى أنه غير مشروع في الصلاة ولا دليل عليه، وجوابه هو ما كان عباده فبابه التوقيف خاصة الصلاة، وذكر شيخ الإسلام وغيره من أهل العلم أنما ما كان في عهد النبي عليه الصلاة والسلام ولم يفعله فإنه لا يشرع فعله، والنبي كما عرضه جبريل كان يعرض كل عام مرة وعرض في العام الذي مات فيه مرتين⁽¹⁾ ولم يقل دعاء ختم القرآن، ولم يدل عليه لا بقول ولا بفعل وأصحابه كذلك، ولو كان دعاء ختم القرآن مشروع لكان دعاء منقول، لكن كلمة دعاء ختم القرآن مثل ما يقال دعاء التشهد مثل ما نقول دعاء خاص ، دعاء استخارة وهكذا، فهذا يعني أنك تأتي بدعاء خاص بختم القرآن لا دليل عليه في السنة لأنه لم يثبت في السنة، الأمر الثاني تخصيصه بختم القرآن في الصلاة يحتاج إلى دليل ومثله يُنقل والصحابة رضوان الله عليهم كانوا يقرؤون القرآن بل النبي عليه الصلاة  والسلام لم يقل دعاء ختم القرآن، ولما سار ينزل معه- يعني عبد الله بن عمر بن عمرو- حتى قال لا أفضل من ذلك الحديث⁽²⁾  لا في قراءة القرآن ولا في صلاته رضي الله عنه، فالأظهر عدم مشروعيته لكن إن قيل دعاء ختم القرآن جُعل تابعًا، مثل أن يجعل في قنوت الوتر هذا لا بأس به؛  لأنه في هذه الحالة يكون كلمات ودعوات طيبة من دعاء الجوامع يعرضها، وهذا أيضًا ما جاء عن أنس رضي الله عنه عند الدارمي أنه جمع أهله وأولاده ودعا⁽³⁾، ويرجوا بعضهم أن يكون كدعوة مستجابة فهذا هو الأقرب، لكن مع ذلك لا يشدد في الإنكار على من خالف في مثل هذا الشيء ممن يرى أنه دعاء لا بأس به، فإذا بُين الأمر وبُين الدليل فأنت لست ملزم بأن تُلزم غيرك بمثل هذا الشيء خاصة إذا ترتب عليه نزاع أو فتنة، فمثل هذه الأمور تراعى حتى لو كان الدليل المخالف ضعيف.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) أخرجه البخاري رقم (4712). (2) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " اقْرَأْ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ شَهْرٍ " ، قَالَ : قُلْتُ: إِنِّي أَجِدُ قُوَّةً ، قَالَ : " فَاقْرَأْهُ فِي عِشْرِينَ لَيْلَةً "، قَالَ: قُلْتُ : إِنِّي أَجِدُ قُوَّةً، قَال " فَاقْرَأْهُ فِي سَبْعٍ وَلَا تَزِدْ عَلَى ذَلِكَ " . أخرجه البخاري رقم )5054) ومسلم رقم )1159). (3) قال الدارمي في السنن : (2 / 560) حديث رقم (3474) :حدثنا عفان حدثنا جعفر بن سليمان حدثنا ثابت قال:" كان أنس رضي الله عنه إذا ختم القرآن جمع ولده وأهل بيته فدعا" وأخرجه سعيد بن منصور في سننه (1 / 140) , والطبراني في معجمه الكبير (1/242) حديث رقم: (674) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد : (7 / 172): رواه الطبراني ورجاله ثقات. وأخرجه  البيهقي في شعب الإيمان (2 / 368) قال:  أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنا أبو منصور النضروي ثنا أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا جعفر بن سليمان عن ثابت البناني عن أنس أنه كان إذا ختم القرآن جمع أهله. ثم قال : هذا هو الصحيح موقوف وقد روي من وجه آخر عن قتادة عن أنس مرفوعا وليس بشيء .