مصدر الفتوى :
اللقاء المفتوح
السؤال :

ما حكم ذكر الله أثناء سماع القرآن أو سماع درس من دروس العلم أو شيء من قبيل ذلك في غير الخطبة يوم الجمعة ، أحسن الله إليكم .

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ; إذا قُرِئَ القرآن فالسنة أن يستمع (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا )[1] ، وهذا يشمل سماعه داخل الصلاة وخارج الصلاة ، أما إذا كان هو لا يستمع القرآن مثل إنسان يقرأ القرآن، ولا يستمع له فهذا لا يلزمه كما يكون إنسان في المسجد فيه من يقرأ القرآن ويجهر به، فلا بأس أن ينشغل بصلاة أو بذكر، لكن إذا كان حضر هذا المجلس لأجل سماع القرآن مثل أن يكون واحد يقرأ والبقية يستمعون السُنَّة أن يستمع كما كان النبي  عليه الصلاة والسلام يسمع القرآن من ابن مسعود وكذلك سمع قراءة أبي موسى الأشعري رضي الله عنه فالسنة الاستماع للقرآن إذا كان قد قصد الجلوس له، أما إذا كان مروراً عارضاً أو كان هذا يقرأ لنفسه فالسُنَّة أن كل واحد ينشغل بما هو فيه من عبادة ولا يشغل غيره. كذلك مجلس الذكر إذا كان حاضرًا لمجلس الذكر قاصدًا الحضور إليه هذا عليه أن يستمع لمجلس الذكر، ولا ينشغل بشيء، وذلك أن الذكر عبادة، وطلب العلم أرفع من العبادة وذلك أن طلب العلم نفعه متعدي وقد علم فضله على العبادات ، نوافل العبادات ، فلهذا عليه أن يستمع للعلم وينتبه ويناقش ويسأل وذلك أن انشغاله بالذكر قد يفوت عليه بعض المسائل، قد يفوت عليه بعض الفوائد، أما إذا كان ليس حاضراً وقاصداً لمجلس العلم، إنما إنسان جالس في المسجد يقرأ قرآن، أو انشغل بشيء وجواره حلقة ذكر في علم من العلوم، ففي هذه الحالة لا بأس بذلك لكن كما تقدم لا يشغل من حوله برفع صوته بالقرآن ونحو ذلك. ربما بعضهم يكون في المسجد وهناك حلقة ذكر فيرفع صوته فيشغلهم، والنبي صلى الله عليه وسلم قال : "  لا يجهرُ بعضُكم على بعضٍ بالقرآنِ "[2] ، وفي لفظ:" وَلَا يرفع بَعْضكُم عَلَى بعض فِي الْقِرَاءَة"[3]  فكذلك أيضاً لا يجهر على إخوانه إن كانوا يتعلمون العلم . نعم .



[1] [الأعراف/204] [2] -  «الموطأ» 1/ 90. ورواه بمعناه أبو داود رقم (1332). [3] - أخرجه أبو داود رقم(1332) النسائي في سننه الكبرى : (8092) وعبد بن حميد في مسنده  (883). والحاكم في مستدركه (1169).


التعليقات