مصدر الفتوى :
اللقاء (04)
السؤال :

الفرق بين قوله عز وجل : (فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ) وقوله في الآية الأخرى : (فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ).

الإجابة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد , نعم، هذه وقع فيها خلاف وذكروا في قوله تعالى: {فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} [المعارج : 4] أربعة أقوال، وأصح الأقوال فيها إن هذا في يوم القيامة ، وأنه يطول هذا اليوم، ويكون على الكافر بمقدار خمسين ألف سنة. وقد روى الإمام أحمد من حديث أبي سعيد الخدري  رضي الله عنه أنه عليه الصلاة والسلام ذكر هذا اليوم وقال: (إِنَّهُ لَيُخَفَّفُ عَلَى الْمُؤْمِنِ، حَتَّى يَكُونَ أَخَفَّ عَلَيْهِ مِنْ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ يُصَلِّيهَا فِي الدُّنْيَا)[1]. وثبت في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه في صحيح مسلم في الذي يمنع الزكاة حينما يعرض على أبله فتطأه بأظلافها وأخفافها قال: (في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يصير إلى الجنَّة أو إلى النار)[2] هذا في يوم القيامة، يوم الحساب وإنه يخفف علينا، أما في قوله تعالى:{ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} [السجدة : 5] وفي قوله سبحانه وتعالى في آية أخرى في الحج {وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} [الحج : 47] فهاتين الآيتين في أيام الله سبحانه وتعالى وفي الأيام التي خلق فيها الكون، وأن اليوم من أيام الله بألف سنة من أيامنا؛ فهذا له مكان وهذا له مكان؛ أو هذا له حال وهذا له حال، هذا هو أصح ما يقال في هاتين الآيتين أو في هذه الآيات الثلاث.



[1] - أخرجه أحمد  (11740) وأبو يعلى (1390) . وابن حبان (7334) ، وأخرجه الطبري في "التفسير" 29/72،.وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/3370، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، وإسناده حسن على ضعف في راويه. وحَسن الحافظ إسناده في "الفتح" 11/448. ([2] ) أخرجه مسلم: (987).


التعليقات