يقول السائل : من هم الذين لا يفيضوا من مزدلفة حتى نزل قوله تعالى { ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ } ([2]).
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
هذا في قريش كانوا لا يقفون بعرفة وكانوا يقولون نحن أهل الحرم لا نخرج من الحرم، وكانوا أيضًا يخرجون من المزدلفة إذا طلعت الشمس وكانت على رءوس الجبال كالعمائم على رءوس الرجال ويقولون: "أشرق ثبير"(3) كما عند البخاري عن عمر رضي الله عنه، وعند ابن ماجه زيادة كيما نغير(4) ، وجاء في رواية فيها ضعف أنهم كانوا يعني أنهم كانوا يخرجون من عرفة قبل غروب الشمس لكن هذا لا يثبت والمعروف أنهم لم يكونوا يقفون بعرفة وخالفهم النبي عليه الصلاة والسلام ووقف بعرفة ثم خالفهم مرة أخرى فخرج من مزدلفة بعدما أسفر جدًا قبل أن تطلع الشمس أما مزدلفة فإن من فيها لا يخرج منها، السنة أن يجلس إلى بعد الفجر وقبل طلوع الشمس، ومن تعجل بعد نصف الليل عند الجمهور فلا بأس به وخاصة الضعفة من النساء والرجال وهذا فيه أخبار في الصحيحين وغيرهما.