الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; هناك طرق ولله الحمد ذكرها أهل العلم ،فمن يبدأه حفظًا في هذه الحال يضع له وردًا معينًا، بعضهم يقول خمس آيات، وبعضهم يقول أكثر وهذا يرجع في الحقيقة إلى الإنسان وإلى وقته وإلى من حوله، ومن يعينه، لكن صعب أن تقول: أن الحفظ محدود بعدد  آيات معينة ، نقول خمس آيات، ثم نعيد الخمس آيات التي كانت في الأمس معهم الخمس آيات اليوم، إلى أن يأتي نهاية الأسبوع، في نهاية الأسبوع تعيد الجميع، تعيد جميع ما حفظته، ومن بداية الأسبوع تبدأ آيات أخرى وهكذا ومن الأسبوع تعيدها جميعًا حتى تكمل شهر، ثم بعد ذلك تعيد ما حفظته خلال شهر؛ لأن الإنسان إذا حفظ شيئًا أول مرة فإنه في الغالب ربما تحفظه في هذه اللحظات وربما بعد خمس دقائق تنسى لا تذكر شيء،  إلا إذا كان الحفظ حفظًا متقنًا جدًا، مثلًا بعد يوم قد تنساه ولا تتذكره ، لكن راجعه بعد يوم، بعد العصر خمسة آيات، وخمسة أحاديث راجعها إذا حفظتها مرة تانية فإنها تبقى ربما خمسة أيام، الحفظ الثاني، الحفظ الثالث يبقى أكثر، وهكذا حتى ترسخ وتثبت؛ لأن الحفظ وإن زهد فإنه باقٍ لكن يحتاج إلى تذكر ومراجعة دائمة وبصفة منتظمة لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «تَعَاهَدُوا هَذَا الْقُرْآنَ، فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَهُوَ أَشَدُّ تَفَلُّتًا مِنَ الْإِبِلِ فِي عُقُلِهَا»(1) .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) أخرجه البخاري (5033) ، ومسلم (791) ،