• تاريخ النشر : 05/01/2017
  • 408
مصدر الفتوى :
فتاوى المسجد الحرام - رمضان 1437
السؤال :

يقول السائل : هل يجوز مس المصحف من غير وضوء؟

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; مس المصحف لا يجوز إلا بوضوء عند جماهير العلماء هذا هو الصواب، خالف في ذلك بعض أهل العلم قالوا: يجوز. والأظهر: أنه لا يجوز للحديث ورد عدة أخبار عن حكيم بن حزام(1)، وحديث ابن عمر(2)، وحديث عثمان بن أبي العاص أنه عليه الصلاة والسلام قال: "لا يمس القرآن إلا طاهر"(3) والأحاديث في بعض أسانيدها كلام، والبعض الأحاديث ربما تكون دلاتها ليست صريحة، حديث سلمان، وحديث أيضا عمرو بن حزم(4)، حديث عمرو بن حزم ربما ترجع لدلالته لأن عمرو بن حزم لما أرسله عليه الصلاة والسلام، كان أرسله إلى قوم إما إلى جهة نجران، وكان ولي وله سبعة عشر عامًا للدعوة للإسلام، وقال "لا يمس القرآن"  هذا يظهر منها أنه لا يمكن قرأة القرآن للمشركين مثلًا ما قال طاهر لكن حديث عمرو بن العاص قال له " لا تمس القرآن إلا طاهر" أما حديث عبد الله بن عمر وحديث عثمان ابن أبي العاص فهي مطلقة ويجود بعضها بعضا، فلا نقول إن قائل قال: أنه يحتمل طاهر من النجاسة، طاهر من الحدث الأصغر، طاهر من الحدث الأكبر، طاهر من الشرك يعني قال بعضهم: طاهر تحتمل أربعة معاني: إما الطهارة من الشرك، أو الطهارة من النجاسة، الطهارة من الحدث الأكبر، أو الطهارة من الحدث الأصغر، فإطلاق الشارع حينما يخاطب الصحابة "لا تمسه إلا طاهر" يخاطب مسلم والمسلم لا يقال لا تمسه إلا وأنت لست نجس البدن هذا بعيد؛ لأن أصل الإنسان في الشرع الشرف الطهارة من النجاسة حتى غير المسلم، كيف المسلم يعني فهذا الإطلاق ينطلق إلى "لا تمسوا القرآن إلا طاهر" الطهارة التي تحل البدن وهي الطهارة من الحدث الأكبر والطهارة من الحدث الأصغر؛ ولهذا حينما يأتي مثل هذا الإطلاق يحمل على المعنى الأكثر، وإلا كان الخطاب بغير ما يدور في ذهن الإنسان أو بغير ما يكون ظاهر الخطاب، ويكون على التأويل انصرف الخطاب عن الظاهر؛ ولهذا الظاهر موضوح لا يقبل والحديث إذا كان له تأويلان، والقاعدة أهل العلم تقدم الموجود الظاهر على المرجوح، وربما أحيانا يكون وهما.أما قوله سبحانه وتعالى {لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} [الواقعة: 79]، هذا فيها خلاف لتفسير الآية، والصواب هو قول العلماء والمنقول عن كثير من الصحابة أنه لا يمس القرآن إلا طاهر أي معنى أنه غير محدث. أما الجنب فلا يقرأ القرآن أما الجنب فلا ولا آية، والمحدث أخف منه يقرأ القرآن لكن لا يمسه إلا إذا كان طاهر.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1)عن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال : (لما بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن قال : (لا تمس القرآن إلا وأنت طاهر( . أخرجه الحاكم في المستدرك(16) ، وقال : صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي ، ورواه الدارقطني في سننه(17) ، والبيهقي في السنن الكبرى(18).  (2)حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أخرجه مالك في الموطأ(534) الحاكم (1447) ، الطبراني في الكبير (13217) والدارقطني(1/121)  والبيهقي (414 ). (3) حديث عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه أخرجه أبو داود في المصاحف(26) ، وقال في مجمع الزوائـد : (رواه الطبراني في الكبير في جملة حديث طويل ... وفيه إسماعيل بن رافع ضعفه يحيى بن معين ، والنسائي وقال البخاري : ثقة مقارب).  (4) حديث عمرو بن حزم رضي الله عنه أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (28) ، ومالك في الموطأ (29) ، وأبو داود في المصاحف(30) والدارمي في سننه (31) ، والحاكم في مستدركه (32)، والدارقطني في سننه(33) ، وقال: (مرسل ورواته ثقات)، والبيهقي في السنن الكبرى(34)، وفي معرفة السنن والآثار(35) . 


التعليقات