يقول السائل : ما حكم قص الأظافر ونتف الإبط قبل الإحرام بالحج يوم السابع واليوم الثامن؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
هذا من السنة إذا احتاج إلى ذلك، لأن تقليم الظفر وحلق الإبط أو نتف الإبط، وحلق العانة وقص الشارب ونحوها، هذه سنة دائمة مستقرة، من الفطرة،(1) وليس خاصة لا بالإحرام ولا بيوم الجمعة، ولا نقول مثلا يشرع في يوم الجمعة تقليم الأظفار، مع أنه مشروع الغسل، بل الغسل في يوم الجمعة آكد من الغسل في الإحرام، لأنه ثبت في الأخبار الصحيحة، ومع ذلك فلا نقول أنه يشرع في يوم الجمعة، هذه الأفعال، فكذلك نقول في الإحرام مع أنه مشروعية الغسل فيه لم يثبت فيه خبر بين، وإن كان هذا قول الجمهور، والأدلة سبق الإشارة إليها، يقال من أحتاج إلى ذلك من كانت أظفاره طويلة، شعر الإبط، أيضا فيه طول كذلك شعر العانة، السنة في هذه الحالة أن يزيله، أما إذا كانت هذه المواطن نظيفة، فيعمل ما يحتاج إليه مثل من يحتاج إلى الغسل، يغتسل، فهذه سنن للفطرة، ومشروعة دائماً، والنبي قد شرعها عليه الصلاة والسلام بألا تترك أكثر من أربعين يوما،(2) فإذا أردت أن تحرم، فيشرع لك أن تتعهد هذه المواضع، فإن كان فيها طول أو زيادة عن المعتاد فيشرع لك إزالتها لا نقول من سنن الإحرام، ولكن لأنها من سنن الفطرة، ولأن في مثل هذا الموطن تتأكد، من أمرين، بأنه زادت عن المعتاد، فيشرع في غير الإحرام، ولأنه خارج الإحرام في حالة ما تكون عبادة فيتأكد من هذا السبب، أما لو كان في موضع ليس فيه شيء تزيله، فتستعمل مسألة الغسل ونحوه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)عن أبي هريرة عند البخاري (5889) ومسلم (257) (49) بلفظ: "الفطرة خمس -أو خمس من الفطرة-: الختان، والاستحداد، ونتف الإبط، وتقليم الأظفار، وقص الشارب".
(2)أخرجه الإمام مسلم في الصحيح ( 258 ) ، وأخرجه الإمام أحمد ( 11823 ) ، والنسائي (14 ) ، وجماعة بلفظ :" وقت لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا نترك الأظفار والشارب وحلق العانة ونتف الإبط أكثر من أربعين ليلة "