الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; الاغتسال لمن أسلم سنه، ولكن ليس بواجب، وثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن ثمامة بْنُ أُثَالٍ الحنفي رضي الله عنه لما أسلم ذهب واغتسل، ولم يأمره بالصلاة" في الصحيحين.(1) وجاء في الرواية الصحيحة عند أحمد وعبد الرزاق أنه أمره بالاغتسال (2)، ويظهر، والله أعلم أنه فرق بين إسلام الشخص، وبين إسلام الجماعة إن كان الذين أسلموا جماعةً كثيرين؛ كما لو فتحت بلد، وأصبحت من بلاد المسلمين.  فلم يعرف عن النبي عليه الصلاة، والسلام أنه كان يأمر الجماعة الذين يسلمون أن يغتسلوا، كما لو كان في غزوة، أو نحو ذلك. أما إذا كان أسلم الواحد، والاثنان، أو نحو ذلك، فظاهر ما جاء أنه يأمر كما قال عليه الصلاة، والسلام في حديث أبي هريرة أنه أمره أن يغتسل. وكذلك في الحديث الآخر "القي عنك شعر الكفر" (3). نعم أنه في هذا الحديث أمره أن يلقي شعر الكفر اختتن ليس في غسل لكن في حديث أبي هريرة السابق لم يأمره بالغسل، لكن الأحوط والأبرأ أن يغتسل. وإن لم يغتسل على أحد القولين، فليس بواجب عليه لكن هذا هو الأكمل.    

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) أخرجه البخاري (4372) ومسلم رقم ( 1764). (2)أخرجه أحمد (8037).
(1)هو عند عبد الرزاق في "المصنف" (9835) ، ومن طريقه أخرجه أبو داود (356)، والبيهقي في "السنن" 1/172.