الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ; نعم، في هذه الحالة النبي- عليه الصلاة والسلام- قال:" إِذَا وَلَغَ الْكَلْبُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ^[1]"، وهذا المراد به الآنية الصغيرة عند أهل العلم حتى لو ولغ في ماء فإنه لا يؤمر بغسله، وجاءت الأثار في أن الكلاب ترد، السباع ترد عليهم^[2]؛ ولهذا هذا الولوغ الذي ورد في الحديث المراد به في الآنية الصغيرة التي لا يشق إراقة الماء؛ ولهذا قال:" فَلْيُرِقْهُ^[3]" أما ما سوى ذلك من آنية كبيرة فهي طاهرة، ولا يضر ذلك. ومن باب أولى ما في هذا السؤال.

---

([1] ) أخرجه البخاري (172)، ومسلم  (279). ([2] ) من ذلك ما أخرجه ابن ماجه (519) ورواه الطحاوي في شرح مشكل الآثار7\650(2647)؛ والبيهقي في الكبرى1\258؛ كلهم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الحياض التي بين مكة والمدينة, تردها السباع والكلاب والحمر, وعن الطهارة بها , فقال: " لها ما حملت في بطونها, ولنا ما غبر طهور ". وكذلك ما رواه الإمام مالك في الموطأ 1/24 (14)، والدارقطني في سننه 1/38 (62)، وعبد الرزاق في المصنف 1/76 (250)، والبيهقي في السنن الكبرى 1/379 (1181)، وفي معرفة السنن والآثار 2/81 (1840). عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أنه خرج في ركب فيهم عمرو بن العاص -رضي الله عنهم-  حتى وردوا حوضا, فقال عمرو بن العاص لصاحب الحوض: يا صاحب الحوض, هل ترد حوضك السباع ؟ فقال عمر بن الخطاب: يا صاحب الحوض لا تخبرنا فإنا نَرِدُ على السباع وتَرِدُ علينا. ([3] ) أخرجه مسلم  (279) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، وأصله في الصحيحين .