الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ; دخول الخلاء بشيء فيه ذكر الله وقع فيه خلاف بين أهل العلم هل يجوز أو لا يجوز ، والأظهر والله أعلم أنه لا يجوز أن يدخل الخلاء بشيء فيه ذكر الله سبحانه وتعالى ، وقد روى الأربعة عن أنس رضي الله عنه أنه عليه الصلاة والسلام : " كان إذا دخل الخلاءَ وضع خاتَمه "^[1] ، اختلف في هذا الحديث والأظهر هو ثبوته، وإذا كان النبي يضع خاتمه مع أن الخاتم مجرد كتابة والخاتم موضع حاجة فالسلسلة من باب أولى أنه لا يدخل بها في الخلاء، فهذا مكروه ، وهل يجوز أو لا يجوز ؟ هو موضع نظر لكن لا ينبغي دخول الخلاء بشيء فيه ذكر لله عز وجل.أما التلفظ بذكر الله سبحانه وتعالى فإنه منهي عليه وهو أولى ، والنبي عليه الصلاة والسلام : " إني كَرِهْتُ أنْ أذكُرَ اللهَ إلا على طُهْرٍ" ^[2] ، ولهذا الصحيح عند أهل العلم أنه لا يجوز ذكر الله سبحانه وتعالى في الخلاء حتى بإجابة الأذان ، بل يجب عليه أن يكون ذكره بقلبه، مع أنه ذهب بعض العلماء مثل تقي الدين إنه لا بأس من إجابة المؤذن في الخلاء^[3] . وهذا فيه نظر. أما الذكر إذا كان من القرآن فهذا لا يجوز وقال صاحب كشاف القناع: وتحرم القراءة فيه وهو على حاجته وهو متوجه، إنه لا ينبغي أن يتردد في ذلك وذكر كلاماً معناه إنه لا ينبغي أن يتردد في ذلك.