يقول السائل : ما الحل في عدم الاستمتاع برؤية الكعبة، وعدم الاستمتاع بالصلاة في المسجد الحرام؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
أنت عليك أن تجتهد، قال سبحانه: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾([1]) إشارة إلى المجاهد يجاهد نفسه، يجاهد شيطانه فتحت له أبواب الخير يفتح له أبواب الخير.أما الاستمتاع فأنت حينما تقبل عليك أن تستمتع بصلاتك، وتسأل ربك أن يجعلها قُرة عينك قال عليه الصلاة والسلام: «وجعلت قرة عيني في الصلاة»(1)
أما الكعبة فليست رؤيتها عبادة على الصحيح لما ورد من أن عشرين من القائدين، وستنين من القائدين، أو أربعين من الآخرين وغير ذلك في حين لا يصح إنما إذا كان يتولد عن النظر للكعبة شيء من الخشوع حينما يرى الكعبة ويتذكر بيت الله، ويأنس إلى أن يطوف بالبيت، ويأتي المشاعر لأيام الحج ،وكذلك يرد قلبه هذا بما يتولد من الحب والتقديس والمهابة للكعبة المشرفة مثل الإنسان حينما يرى اليتيم فيرحمهم فرؤية اليتيم مجرد رحمة ليست عبادة لكن العبادة حينما ترى أخاك فتأنس به، وتطيب نفسك، ويطيب قلبك وبدنك، وتحس بجهة الإيمان فهو عبادة من جهة ما تولد من التآلف والتراحم مع أخيك.كذلك الرجل مع أولاده حينما يرى أولاده، وينظر نظرة رحمة وتطيب نفسه بالنظر للولد مثل ماحدث بالنظر لأخيه، كذلك النظر في المصحف وتلاوة آيات الله والتدبر والتأمل في كلام الله تعالى هذا الذي يكون عبادة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
([1])[العنكبوت:69].
(2) أخرجه النسائي في (3939) وهو في "مسند أحمد" (12293)، قال الألباني: صحيح.