يقول السائل : هل السيئات تُحبِطُ الحسنات؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
الحسنات يحبطها من السيئات ما يقابلها، وأن لا يحبط الحسنات كلها إلا بالشرك،أما سيئة مقابل حسنة فهذا قد يحبطها ،قال عز وجل{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ}[سورة البقرة:264]؛ الشاهد قوله؛{لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى}، وصفهم بالإيمان، دل على أن الصدقة حينما يمن بها الإنسان فتبطل به، مع أنه أخرجها لله في الأصل،لكنه ما انتبه فأبطلها، فهذا إحباط قد يقع لكنه إحباط مقابلة، هذا هو قول أهل السنة رحمة الله عليهم؛وجاء في الحديث عند ابن ماجه عن ثَوْبَانَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامةبحسنات أمثال جبال تهامة فيجعلها الله-عزَّ وجل- هباءً منثورًا، قال: صفهم لنا، جلهم لنا يا رسول الله، قال:أقوام منكم يأخذون من الليل كما تأخذون لكنهم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها»(1).
ووصفهم بهذا الوصف، والشاهد أنه قال "فجعلها هباءً منثورًا"، قال إنهم منكم من الإيمان من الإسلام، وهذا إحباط مقابلة وهذا دلت عليه الأخبار كما تقدم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)أخرجه ابن ماجة (4245) الروياني في "مسنده" (651)، والطبراني في "الأوسط" (4632)، وفي "الصغير" (662)، وفي "مسند الشاميين" (680)،