سائل يسأل عن حكم قول هذا يوم أقشر وساعة قشرة؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
هذا لاشك نوع من التسخط للمقدور، فإذا كان قصده التسخط فهذا لا يجوز؛ لأن فيه ذم وربما سباً، لأن الله سبحانه وتعالى هو خالق الدهر، ونهى عن سب الدهر فإنه هو الدهر، لأن هذا الكلام في قوته ومخرجه التسخط وعدم الرضا ونوع من السب والذم، أما إذا كان خرج مخرج الخبر بغير هذه الصيغة، مثل يقول هذا يوم شديد هذا يوم عسير وما أشبه ذلك من العبارات، التي يخبر بها لا يقصد بذلك التسخط خبر عن الواقع والحال فهذا لا بأس به كما قال الله سبحانه وتعالى عن لوط ( وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ) ([1])، وكذلك في قوله تعالى (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ) ([2]) أخبر أنها نحسة وهذا في الحقيقة كما نبه ابن القيم في بعض كلامه أنها نحوساً على أهل الشرك وسعوداً على أهل الإيمان، فهو بالنسبة لأهل الشرك نحساً عليهم، أما أهل الإيمان يكون عليهم سعوداً وسعادة؛ لأن فيه هلاك أعداء الله، وهلاك أعداء الله بزوال شرهم مما يسر أهل الإيمان، فيظهر الخير ويعبدون الله سبحانه وتعالى ويظهر الدين، فلهذا ليس نحساً مطلقاً لا بل هو نحس مقيد على هؤلاء، وكذلك أيضاً في قوله سبحانه وتعالى: (وَكَانَ يَوْماً عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيراً) ([3]) على الكافرين قيده على الكافرين، دل على أن مثل هذه العبارات إذا جاءت مقيدة أما باللفظ أو باللفظ والنية فيكون مقصود المتكلم الخبر عن الحال اليوم من شدته وحدته، ولا يقصد بذلك التسخط فلا يظهر فيه شيء بخلاف ما إذا كان على سبيل التسخط، فإن هذا يكون من سوء الظن وكذلك نوع من السب الذي يرجع إلى خالق الدهر سبحانه وتعالى، نعم.