• تاريخ النشر : 23/01/2017
  • 269
مصدر الفتوى :
فتاوى المسجد الحرام - رمضان 1437
السؤال :

يقول السائل : ما هي طرق ووسائل غض البصر، النظرة العابرة، حكم الاستطراد العلم بالشيء، في بعض الأقوال الأولى لك والثانية عليك.

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; غض البصر واجب لقوله سبحانه: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ. وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا...} [النور: 30-31]الآية، فغض البصر عن الحرام واجب، وغض البصر يعني كفه عن النظر الحرام يعني حينما تمشي فتبصر مثلًا امرأة مباشرة تغض بصرك عنها، والمرأة تغض بصرها، فالرجال والنساء في اعتبار واحد.قال النبي عليه الصلاة والسلام في حديث جرير بن عبد الله البجلي«سأل النبي عليه الصلاة والسلام عن نظر الفجاءة، فقال: اصرف بصرك»(1)، في حديث علي في رواية في شريدعن أبي ربيعة عند أبي داود والترمذي؛ أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: «لك الأولى وليست لك الثانية»(2)، الأولى لك حينما الإنسان يمشي فيقع بصره على المرأة بغير اختياره، هو الفجاءة هذه يغفل عنها لكن ليست معنى أن تتمادى في النظر، لا، لك الأولى إنك معفوٍ عن نظر الفجاءة، كما يفسره حديث جرير مع حديث علي، فيه الشريد فيه ضعف لكن المعنى واضح، وهو النظر الذي يفاجئه، فهذا هو الواجب. وسائل غض البصر مثل ما تقدم: أولًا هي حسية؛ معنى أنك تغض بصرك بالفعل تنوي بذلك إعفاف نفسك، أيضًا حتى لا تفتن غيرك، وتفتن نفسك ربما تكون أيضًا النظرة هذه تفتنك وتفتن من تنظر إليها،تمد بصرك وتمد بصرها،وفي الحديث أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: «النظرة سهم من سهام إبليس مسموم، من تركه لله عوضه الله حلاوة في قلبه يجدها حتى يلقاه »(3) سهم من سهام إبليس هي نظرة يعني لحظة ثم نظرة ثم يعني ربما تكون كلمة ثم ابتسامة ثم ربما تؤول إلى لقاء ثم إلى الفاحشة العياذ بالله، وهذا هو الواقع :كل المصائب مرداها من النظر.ومعظم الشر من مستصغر النظر، مستصغر الشر من قبيله، فلا تحقر شيئًا من أمور الشر، ولا تحقر شيئًا من أمور الخير، اجتنب طرق الشر كلها، واجتهد لعمل طرق الخير كلها، وأعظم ما يكون العبد يكون متطهر، أن يكون الإنسان على طهارة، وأن يكون ذاكراً لله عز وجل ومن ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1)عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَظْرَةِ الْفَجْأَةِ،  فَأَمَرَنِي فَقَالَ: " اصْرِفْ بَصَرَكَ ". أخرجه مسلم (2159) ، (2) عَنْ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ؛ فَإِنَّمَا لَكَ الْأُولَى وَلَيْسَتْ لَكَ الْآخِرَةُ ". أخرجه أبو داود (2149) والترمذي (2982) وهو في "مسند أحمد" (22974). (3) عن ابن مسعود رضي الله عنه عند الطبراني في "الكبير" (10362) عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيما يرويه عن ربه: "النظرة سهم من سهام إبليس مسموم، من تركها مخافتي، أبدلته إيماناً يجد له حلاوته في قلبه". وفيه عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي، وهو ضعيف. وله شاهد في مستدرك الحاكم (7875) ومسند الشهاب للقضاعي (292) من حديث حذيفة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «النَّظْرَةُ سَهْمٌ مِنْ سِهَامِ إِبْلِيسَ، مَنْ تَرَكَهَا خَوْفًا مِنَ اللَّهِ آتَاهُ اللَّهُ إِيمَانًا يَجِدُ حَلَاوَتُهُ فِي قَلْبِهِ».  قال الحاكم: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ " وتعقبه الذهبي بقوله: إسحاق وهو ابن عبد الواحد القرشي الموصلي واهٍ، وعبد الرحمن هو الواسطي، ضعَّفوه. وله شاهد أخر عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «النَّظْرَةُ سَهْمٌ مَسْمُومٌ مِنْ سِهَامِ الشَّيْطَانِ فَمَنْ تَرَكَهَا مَخَافَتِي أَعْقَبْتُهُ عَلَيْهَا إِيمَانًا يَجِدُ طَعْمَهُ فِي قَلْبِهِ» وهو عند القضاعي (293) ، وإسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن الواسطي،.


التعليقات