يقول السائل : أحرمت للعمرة وفي أثناء ركوبي الباص وقعت عيني على فتاة، فأغواني الشيطان وتقصدت نظرة أخرى دون إمعان ، مع العلم أني أبحث عن زوجة فماذا عليّ؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
نسأل الله I أن ييسر لك زوجة ويُحصن لك فرجك بفضله وكرمه، أقول: سُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن نظر الفُجاءة، قال:[اصرف بصرك] رواه مسلم،(1) وفي حديث عليّ –t- عند الترمذي قال: [لا تتبع النظرة النظرة، فإن لك الأولى وليست لك الآخرة](2) المعنى أن الأولى تكون فجأة بغير قصد، الثانية تكون عن قصد، فقال الله – I -:{قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ}[النور:30] فالغالب هو غض البصر، فإذا أتبع الإنسان النظرة نظرة أخرى، فالواجب عليه التوبة، ويُسن للإنسان الوضوء، يُسن له الوضوء حتى تتقاطر يعني تكون التوبة بالفعل ويحسن أيضًا غسل هذا الأثر بالوضوء، وهذا بالحديث الصحيح عند مسلم: [فإذا غسل وجهه تقاطرت الخطايا من عينه حتى تنزل مع الماء] أو [مع آخر قطر الماء] (3)يعني تتساقط الخطايا من العينين، ومن الأنف، وجاء من الأذنين أيضًا، ومن أطراف لحيته، تتساقط، نعم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَظْرَةِ الْفَجْأَةِ، فَأَمَرَنِي فَقَالَ: " اصْرِفْ بَصَرَكَ " أخرجه مسلم (2159) ، والترمذي (2776).
(2)أخرجه أبو داود (2149) والترمذي (2982). وهو في "مسند أحمد" (22974).
(3) أخرجه مسلم (244) ،