مصدر الفتوى :
اللقاء المفتوح
السؤال :

ما حكم قول جزاك الله ألف خير؟

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;  الذي ورد في السنة عن النبي عليه الصلاة والسلام من حديث أسامة بن زيد (( من صنع إليه معروف فقال جزاك الله خيرًا فقد أبلغ في الثناء ))(1) جزاك الله خيرًا وهذه جملة القول خيرًا منكر والتنكير على سبيل التعظيم وإن كانت عن طريق الإثبات لكنه إثبات فيه نوع امتنان لمن أحسن إليه ومن هذا من دلائل العموم فإذا قال جزاك الله ألف خيرٍ فلا بأس فيما يظهر لأنه ليس المقصود خصوص العدد، ليس المقصود خصوص العدد إنما المقصود الكثرة وهذا أسلوب عربي حينما يقولون جئتك مرة وألف مرة وما أشبه ذلك لا يريدون خصوص العدد يريدون الكثرة وإن كان الوارد في السنة هو قول جزاك الله خيرًا مثل ما جاء في حديث أسيد بن حضير رضي الله عنه في الصحيحين وقوله لعائشة ((جزاك الله خيرًا ولم ينزل بك أمرٌ إلا جعل الله للمسلمين فيه فرجًا وجعل لك منه مخرجًا)) (2) . يا آل أبي بكر، وكذلك قال الصحابة رضي الله عنهم لعمر رضي الله عنه بعدما طعن فجاءوا يثنون عليه كما في صحيح مسلم من حديث ابن عمر قالوا: جزاك الله خيرًا يعني يدعون له رضي الله عنه على أعماله العظيمة التي كانت في خلافته وولايته رضي الله عنه فقال: راغب وراهب(3) أنه راغب وراهب يعني أنه راغب في رحمة الله وراهب يعني يخشى وهذا المقام الخشية من عمر رضي الله عنه مع الرهبة جمعٌ بينهما وهذا يدل أحد القولين الجمع بينهما وإن كان بعض أهل العلم يقول إنه يغلب الرهبة في حال الصحة والرغبة في حال المرض وكذلك حينما يحس بالموت فالمقصود أنه قال راغبٌ وراهب وأن الصحابة دعوا له وقالوا: جزاك الله خيرًا وإذا اقتصر الداعي لأخيه فقال جزاك الله خيرًا فلا بأس وكذلك أيضًا لو زاد في الدعوات أخرى مثل حديث ابن عمر الصحيح أنه قال (( من صنع لكم معروفًا فكافئوه فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعو له حتى تروا)) (4) يعني تعلموا أو تروا تظنوا ( أنكم قد كافتموه)) قال فادعوا المعنى أمر بالدعاء الدعاء بهذا جزاك الله خيرًا مطلق وإن كان بهذه الكلمة أو بغيرها فإذا زاد عليها ما أحب من الدعوات الطيبة فكل هذا لا بأس به.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1)أخرجه من حديث أسامة بن زيد الترمذي (2035) قال الترمذي: هذا حديث حسن جيد غريب، وصححه الألباني في صحيح الترمذي . (2)عن عائشة :  أنها استعارت من أسماء قلادة فهلكت فبعث رسول الله  صلى الله عليه وسلم  رجلا فوجدها فأدركتهم الصلاة وليس معهم ماء فصلوا فشكوا ذلك إلى رسول الله  صلى الله عليه وسلم فأنزل الله آية التيمم فقال أسيد بن حضير لعائشة: جزاك الله خيرا فوالله ما نزل بك أمر تكرهينه إلا جعل الله ذلك لك وللمسلمين فيه خيراً  " . أخرجه البخاري ( 329 ) - واللفظ له - ومسلم ( 367 ). (3)أخرجه مسلم ( 1823). عن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ صَنَعَ إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُونَهُ فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تَرَوْا أَنَّكُمْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ) . رواه أبو داود (1672) . وصححه الألباني في صحيح أبي داود .


التعليقات