يقول السائل : بعض الإخوان يشوشون في بعض حلق العلم فما حكم ذلك؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
يشوشون ويسببون فوضى ويؤثرون على المُعلم والمُتعلم, هذا يبين أن الإخوان يتضايقون من مثل هذا وهو التشويش على الإخوان وعلى الحلقة أو الدرس وهذا لا يجوز, لو أن الواحد من إخواننا هؤلاء في مجلس من أهل الدنيا في مجلسه هل يشوش؟ لا بل يقفل جوالاته ويعلق عينه بعينه, أدب واحترام ولكن في الحقيقة يُلحظ يا إخوان في مجالس الذكر يعني الضحك أحيانًا وكثرة الكلام والصياح، و يُستغرب هذا في مجالس العلم التي فيها قال الله وقال الرسول, أين الإجلال لكلام الله سبحانه وتعالى, أين الإجلال لكلام الرسول! أين هذا؟! ياإخوان ينبغي أن نحذر من هذا, الصحابة رضي الله عنهم, وأهل العلم من بعدهم كانوا في مجالس العلم وكأن على رؤوسهم الطير, عمر رضي الله عنه سمع رجلين يتنازعان في مسجد النبي عليه الصلاة والسلام, ودعاهما, قال من أين أنتم؟ قالوا من الطائف, قال لو كنتما من أهل البلد لأوجعتكما ضربًا, ترفعان صوتكما في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم!! أين أدب المجالس؟ أدب العلم! كان السلف وأهل العلم والحمد لله عامة مجالس أهل العلم حينما يُحضر فيها بكل أدب وطمأنينة, الإمام مالك رحمه الله حضر عنده الشافعي رحمه الله وكان بكل أدب ,وكان لا يعرفه أول مرة, كان شابًا صغيرًا لا يعرفه فتحرك الشافعي حركة وكان مالك يربط طلابه حركة فأحدث شيئًا منها, فلما فرغ دعاه الإمام مالك رحمه الله, قال: لم صنعت كذا؟ أنكر هذه الحركة, قال: يا إمام إني لسعني ذنبورٌ فلم أجد هدنة, يعني بغير يعني شوف حركة واحدة التي حصلت كانت بسبب لسعة, ولسعة الذنبور شديدة, وربما أنه أحتاط, لكن رقبه مالك رحمه الله ثم اختبره, فوجده حافظًا لم يخرم ولا حرف واحد من كلام مالك رحمه الله, فقال إني أرى أن الله أعطاك نورا فإياك أن تذهبه بمعصية. فهذا واجب مجلس العلم.مجالس العلم تحفها الملائكة حتى يبلغُ عنان السماء, هلم إلى حاجتك أينا من هذه الآداب العظيمة في مجالس العلم؟ قال الله , قال الرسول عليه الصلاة والسلام تقرير كلام أهل العلم, فهذا هو الواجب تقريب الحضور فيها, وعدم الانشغال بها بشيء, ولو تتبعنا كلام أهل العلم لوجدنا العجب العجاب في أدب الحضور في مجالس أهل العلم كأنك في صلاة, فكيف لو كنت في بيت الله الحرام وفرغت من صلاة وفي هذه الأيام الفاضلة ونسأله سبحانه وتعالى أن يمن علينا وعليكم بفضله آمين..