يقول السائل : المرأة التي ضربت بالدف عند النبي صلى الله عليه وسلم من أجل نذرها فهل هذا كان قبل الحجاب، وهل هذا النذر نذر طاعة، وكيف يكون نذر طاعة وهو مزمار الشيطان، أم أن هذا الحديث موضوع أو غريب؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
هذا الحديث جيد من حديث عبد الله بن عمرو(1)، والحديث ليس فيه بيان الوقت قبل الحجاب أو بعد الحجاب، وكونها تضرب بالدف لا يلزم منها أن تكون قد كشفت وجهها، تقدم أن النبي عليه الصلاة والسلام سمع الدف وهو قد وضع وجهه إلى الجدار والجواري يضربن الدف،(2) وكثير ممن يضربون الدفوف اعتادوا بعضهم خاصة في الزواجات في بعض البلاد، والمرأة لا تكشف وجهها حتى بين النساء.يعني في بعض المحلات التي يستأجر فيها من يضرب الدفوف تأتي نساء في بعض البلاد،فلا تكشف حتى بين النساء وتكون متحجبة بين النساء، تضرب بالدف.لا يمتنع أن تضرب بالدف، لابد أنها تتعمد تغطية وجهها حتى لا تُرَى تعابير وجهها وذلك يكون أبلغ لضرب الدف ونحو ذلك، وليس فيه شيء من هذا.وسبق أن قلنا إنه مشروع للقادم: وكان من هذه الجهة سنة ، فرح بسلامة من قدم وأنه لم يضرب بالدف، إنه يكون من المناسبات التي يفرح بها، فهو الضرب المباح، ونعلم أن المباح يجوز الوفاء به ويجوز عدم الوفاء به، على الخلاف أن يلزم كفارة، أو لا يلزم الكفارة.والأظهر أن هذا خاص بالنبي صلوات الله عليه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)عن بريدة قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض مغازيه فلما انصرف ( أي : رجع ) جاءت جارية سوداء فقالت : يا رسول الله إني كنت نذرتُ إن ردك الله سالماً أن أضرب بين يديك بالدف وأتغنَّى ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن كنتِ نذرتِ فاضربي وإلا فلا ، فجعلت تضرب ، فدخل أبو بكر وهي تضرب ، ثم دخل عليَّ وهي تضرب ، ثم دخل عثمان وهي تضرب ، ثم دخل عمر فألقت الدف تحت إستها ، ثم قعدت عليه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الشيطان ليخاف منك يا عمر إنِّي كنتُ جالساً وهي تضرب فدخل أبو بكر وهي تضرب ، ثم دخل علي وهي تضرب ثم دخل عثمان وهي تضرب ، فلما دخلت أنت يا عمر ألقت الدف .) .
أخرجه الترمذي ( 3690 ) وصححه الألباني في صحيح الترمذي ( 2913 (.
(2)عن عائشة أن أبا بكر رضي الله عنه دخل عليها وعندها جاريتان في أيام مِنى تدففان وتضربان ، والنبي صلى الله عليه وسلم متغش بثوبه فانتهرهما أبو بكر فكشف النبي صلى الله عليه وسلم عن وجهه فقال دعهما يا أبا بكر فإنها أيام عيد ، وتلك الأيام أيام منى .
أخرجه البخاري ( 944 ) – واللفظ له - ومسلم (892 ).