• تاريخ النشر : 10/01/2017
  • 266
مصدر الفتوى :
فتاوى المسجد الحرام - رمضان 1437
السؤال :

يقول السائل : جئت إلى مكة، وحتى الآن لم يزداد إيماني. فما السبب؟

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; نقول: عليك بالله –سبحانه وتعالى-، ولا تجزم أنه لم يزد إيمانك لأن مجيئك إلى مكة هو زيادة في الإيمان، مجيء الإنسان إلى مكة هذا زيادة في الإيمان، حينما يأتي قاصداً إلى مكة في عمرة، العمل الصالح زيادة، لكن أن تطلب مزيد من الإيمان بإقبالك وخشوع قلبك، وهذا سبب في أكثر من سؤال أن على العبد أن يجتهد في تلاوة القرآن، وتتدبر القرآن يجتهد في ذلك.  يحافظ على الصلوات، ويحافظ على الرواتب كما تقدم ذلك غير مرة، أكثر من الدعاء ابتهل إلى الله -سبحان وتعالى-، اخشع، ابكي، إن لم تبكي فتباكى، وأبشر بالخير، عليك بالذكر الخفي، عليك بأن تستحضر عظمة الله -سبحانه وتعالى- استحضار عظمته -سبحان وتعالى- من أعظم أسباب الخشية، والخشوع، والخضوع حينما تكون خاليًا، وفي الحديث:" اللهم رب السموات، ورب الأرض، ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، خالق الحب والنوى، منزل التوراة والإنجيل والفرقان" (1)، تذكر عظمته. إذا كانت هذه المخلوقات العظيمات على هذه الصفة، فهو -سبحانه وتعالى- العظيم، والحليم. بل ثبت في الحديث الصحيح عن جابر عند أبي دود، أنه عليه الصلاة والسلام قال:« أُذِنَ لي أن أُحَدِّثَ عن مَلكٍ مِن ‏ملائكةِ اللَّهِ -أو ملائكة الرحمن-، ما ‏بينَ شَحمةِ أُذنهِ إِلى عَاتقهِ مَسيرةُ سَبعمائةِ عامٍ»(2).‏ ملك من الملائكة مسيرة سبع مائة عام، وجاء في رواية أخرى من حديث أبي علاء سبعمائة عام للطائر خفقان،.(3) الطائر كم يطير في الساعة؟  يطير عشرات كيلو مترات في ساعة واحدة مع شدة السيل الطائر النبي ذكره، ولا يضرب مثل إلا بالطائر المشتد سبعمائة عام. لا شك أن الأمر عظيم، وهذا ما يدعو العبد إلى الإقبال، والخوف، والخشية؛ لكن ومع ذلك عليه أن يكون راجيًا، راغبًا فيما عنده -سبحانه وتعالى-.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1)أخرجه مسلم (2713) (63). (2) إسناده جيد، كما قال الحافظ ابن كثير في "تفسيره" 8/ 239، وصححه الحافظ ابن حجر في "الفتح" 8/ 665، والسيوطي في" الدر المنثور" 7/ 274. وأخرجه ابن أبي حاتم كما عند ابن كثير في "تفسيره" 8/ 239، والطبراني في. "الأوسط" (1709) و (4421)، وأبو الشيخ في" العظمة" (476)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 398، والخطيب في تاريخ بغداد" 10/ 194 - 195 من طرق عن أحمد بن حفص، بهذا الإسناد. (3)وجاء في رواية ابن أبي حاتم: "مخفق الطير سبع مئة عام"، وعند الطبراني في روايته الأولى: "مسيرة أربع مئة عام"، وفي الثانية: "مسيرة سبعين عاماً"، وعند أبي الشيخ: "مسيرة خمس مئة عام أو قال: خمسين عاما"، وعند الخطيب:"مسيرة خمس مئة عام أو سبع منة عام".وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 3/ 158 من طريق محمَّد بن عجلان، عن محمَّد، عن جابر وابن عباس، رفعاه، قال: "أذن لي أن أحدث عن ملك من حملة العرش رجلاه في الأرض السابعة السفلى على قرنه العرش، ومن شحمة أذنه إلى عاتقه بخفقان الطير مسيرة مئة عام". وقال أبو نعيم: غريب من حديث محمَّد عن ابن عباس لم نكتبه إلا من حديث جعفر عن ابن عجلان، وحديث جابر قد رواه عن محمَّد غيره.


التعليقات