يقول السائل : إذا تشاجرت مع أحدٍ وأخبرت بعض الآخرين ما الذي قاله لي وقلته له هل هذه غيبة؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
هذا ينظر إن كان أخبرته على سبيل الانتصار، والانتصاف، أو أنك مظلوم تريد أن تكظم غيظك، لذلك حتى يلقنك حجة تنتصر بها فلا بأس، أو إذا أخبرته على سبيل الحكاية، وقع بينك وبين فلان كذا، وكذا ،خصومة قال لي كذا، وقلت له كذا، وكان هذا الكلام من ما يحصلُ عادًة، وليس فيه مسبة، وليس فيه تعدي فلا بأس، أما إذا كان هذا الكلام تريدُ به يكون فيه انتقاص، مثلًا تقولُ قال لي كذا فقلت له كذا أنك سببته، وأنك شتمته، وأنك رددت عليه، هذا لا شك يكره لك، لأن لا يريد أن تذكر عند الناس أنك سببته ،وأنك شتمته وهذا في الحقيقة ربما يكون انتقاص له، فيسمعك هذا، وهذا، وأنك سببت فلان، وقد يذكر هذا الشخص الذي ذكرت له لشخصٍ أخر، وهؤلاء القوم يثقون بك، وأنك محلُ قدوة إذا سمعوك أنك سببت فلان، وشتمت فلان، قد يسيئون بك الظن، يقولون لو كان فيه خير ما سب فلان، ولا شتم فلان فيوقع إلى سوء الظن، والشتم بين اثنان، والواجب هو السكوت في هذه الحال، ولهذا جاء في الحديث:(من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت)(1) ولذا لو نظرنا إلى هذا هل هو من الحق، أو الباطل، أو الخير، أو الشر، فلا شك أنه ليس من الخير، فالسكوت عنه أسلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه البخاري (6475) ومسلم (47) (74) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.