• تاريخ النشر : 24/05/2016
  • 243
مصدر الفتوى :
اللقاء المفتوح
السؤال :

هل عيب متاع الإنسان يُعد من الغيبة ؟

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ; الغيبة وردت عن النَّبيّ - عليه الصلاة والسلام - في ذكر الشخص، (ذكرك أَخَاك بِمَا يكره)[1] هذا هو الضابط أن تذكر الشخص بخَلقه، خُلقه، حركته سواء بالقول أو الفعل أو التعريض كما نص العلماء على ذلك، لكن كونك تذكر متاع الإنسان، تذكر مثلاً سيارته تعيب سيارته، تعيب ملابسه، تعيب بيته، هذا فيه نظر، وأنا لم أقف على شيء من هذا لأهل العلم في هذا الشيء، لكن أقول وكما يقول أهل العلم: إن كان صواباً فمن الله وإن كان خطأً فمني ومن الشيطان واستغفر الله منه، الذي يظهر لي والله أعلم بعدما علمنا أن أصل الغيبة أن تكون للإنسان في خُلِقِه وخَلْقه كما تقدم وسواه الأصل يكون من باب الأخلاق لا من باب الغيبة، لكن إن كان ذكر هذا المتاع مثلاً سيارة أو بيت فيه إضافة هذا الذكر إلى الشخص مثل حينما تذكر مثلاً بيت الإنسان، تقول: هذا بيته ليس تخطيطه تخطيطاً سليماً، تخطيط سيئ، وعمله سيئ، وكان هو الذي عمل مخططه وكان هذا من عمله هو، فكأنك في الحقيقة ذكرته بسوء.  كما لو عبته في عمله قلت: هذا الإنسان لا يحسن العمل، هذا الإنسان لا يدبر العمل، ولا يقوم بعمله على الوجه المطلوب، هذا في الحقيقة ذكر لأخيك فكأنك ذكرته، وكذلك أيضاً إذا عبت سيارته مثلاً حينما يشتري سيارة وعبت هذه السيارة وفي الحقيقة عيبك لاختياره وأنه لا يحسن الاختيار ولا يحسن الشراء فهذا عيب له وأنت لست بحاجة إلى هذا مادمت تريد أن تعيب هذا المتاع وقصدك النصح لأن هذا هو الواجب.  في هذه الحالة تقول: يا أخي فعلك مثلاً في هذا البيت الأولى أنك فعلت كذا وفعلت كذا، هذه السيارة في الحقيقة أنا من رأيي أنها لا تصلح وفيها ملاحظات، وكان الرأي أنك يكون اختيارك كذا وهذا هو النصح، أما أن تذكره في غيبته ويكون قد اختار هذا الشيء وهذا في الحقيقة نوع ذكر له، هذا ليس في الحقيقة مجرد ذكر لسيارته أو داره أو نحو ذلك مما يكون مفصولاً عنه أراه عيب للإنسان، كما تعيبه في أخلاقه، كما تعيبه في سلوكه وفي اختياره وفي ذوقه هو في الحقيقة من غيبته.  أما إذا كان من باب أنك تقول أن هذه السيارة لا تروق لي وإن كانت هي اختيار له وهو يراه حسناً، لكن أنا لو أردت أن اشتري سيارة لا أشتري هذه السيارة فلا تروق لي، ولو فرضنا في بيت هذا التخطيط لا يروق لي هذا لا بأس أن تذكر اختيارك وذوقك ولا تريد أن تعيب غيرك به الذي يظهر والله أعلم أنه إذا كان على هذه الصفة فهو على هذا التفصيل.



[1] - أخرجه مسلم رقم (2589) في البر والصلة، باب تحريم الغيبة. وأبو داود رقم (4874) في الأدب، باب في الغيبة، والترمذي رقم (1935) في البر والصلة، باب ما جاء في الغيبة، قال الترمذي: هذا حديث صحيح، كلهم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.


التعليقات